عتاب امرأة ذات مساء ماطر/ بقلم: عطا الله شاهين

عتاب امرأة ذات مساء ماطر
بقلم: عطا الله شاهين
ـــــــــــــــــ
كانت السماء ملبدة بغيوم سوداء ذات مساء ممطر، وقتما راحت تعاتبني، فقلت لها: دعك من العتاب الآن، فالمطر بدأ يهطل علينا، فتعالي نختبئ تحت شرفة احدي البنايات، لم تسمع كلامي، وراحت تعاتبني، والمطر بدأ يبللنا، لكنها لم تبال، فقلت: هل هذا وقت العتاب، فردت: ومتى العتاب؟ فأنت لم تقل لي أية كلمة منذ وصولك إلى هنا بعد سفرك في قطار سريع، وغبت لأيام عني، وأغلقت هاتفك حتى لا ترد على اتصالاتي… المطر بللنا تماما، ورحنا نرتجف، فقلت لها: تعالي عاتبيني تحت هذه الشرفة، فلا يعقل أن أرد عليك تحت المطر
حاولت بهدوء أن نبتعد من تحت المطر ووافقت بعدما رأتني غاضبا لأنني تبللت تماما أثناء سيرنا على الرصيف.. نظرت صوبي وخطت لتقف تحت الشرفة…
وقالت لي في ذاك المساء الممطر: لماذا لم ترد عليّ، ووقفنا صامتين لدقائق معدودات، وقالت: لماذا تهرب مني؟ أتريد قطع العلاقة أم ماذا؟ فحاولتُ الهروب من الإجابة بطريقة ملتوية، وقلت لها: كلا، لكنني بت منهمكا في دراستي، ولا وقت للحب، فلا تعاتبيني، سأعوضك بالحب، فلا تقلقي، لم ترد، وبقيت صامتة، وقالت: أأعجبتك مدينة لينينغراد؟ فقلت: بالطبع، إنها مدينة تسر العيون، فكل شيء فيها متقن، وعادت تعاتبني، بعدما خفّ سقوط المطر أثناء خطونا على الرصيف، فقلت: كفى عتابا، فالعتاب لا يعيد الحُبّ بيننا ولكنها صمتت وقالت لا عتاب بعد اليوم …