عندما تكذب المرأة … عشقا/ بقلم: رشدي بن صالح سعداوي

عندما تكذب المرأة … عشقا
بقلم: رشدي بن صالح سعداوي– تونس
…………………..
لم تترك له إلّا أن يتخيّل.. يربط بين خيوط عنكبوتيّة و يستنتج.. فقد أغلقت نوافذ فيسبوكها، بل و عطّلته حتّى لا يطّلع على ما تنشر.
كان في قرار نفسه يعلم، و من البدء، أنّها عاشقة. و مع يقينه ذاك تمادى في الإفصاح لها عن حبّه. كان يكتب فيها نثرا، و ينثره ياسمينا في رسائله لها.
أخبرته أنّه فقط زوجها من يحقّق امتلاءها، الباقي قد يكون إعجاب! و لكنّ إحساسه كان يذهب به خلاف ما قالت.
هو مع عشقه لها، لم يكن ينتظر شيئا ولا يتوقّع منها تجاوبا مع بوحه. أمرا واحدا كان ينتظره، أن تنزع عن وجهها قناعه المزيّف وتصدح بعشقها له.
ليس لزوجها فذلك فلكلور ألفناه صور فكلمات منمّقة فعيد ميلاد فعيد زواج…
أن تصدح بعشقها له.
طبعا ليس هو، فهو مجرّد زائر ليل بهيم يتلمّس طريق مؤدّية إلى هاوية لا قرار لها.
أن تصدح بعشقها له.
هو، ذاك الشّاعر الّذي وهبته بكرة روحها ليفضّها بكلماته ويقدّمها لمريديها.
صاحبنا، زائر اللّيل لا الشّاعر، أعماه ليله وتمادى في غيّه وتناول أطراف فستانها الحريريّ بأنامله يداعب كلماتها فحرقته.
أغلقت نافذة الرّسائل ثمّ ألغته تماما. بدءا كان غبيّا أحمق في تفكيره بل صدّق ما قالت.
قالت:
-كيف سأقدّمك له؟ -أي لزوجها- و أنت لست من أهل الأدب؟
صدّقها، عذرها واعتذر عن قلّة أدبه أن لامس بأطراف أنامله وريقات شجيرتها.
ثمّ مضى. و بعد أيّام، و في غيابها، بل و في تغييبها القصري إيّاه، ذهب ببراءة لشاعرها. صارا صديقان فايسبوكيان.
هو لا يهتمّ و لا يؤمن بذلك فقط أراد أن يجرّب كيف يكون من أهل الأدب. سخيف طبعا ما فعله ولكن فعله. استقبل صاحبنا صاحبنا الآخر بالتهليل والتّكبير. أعلمه أنّها أخبرته عنه و عمّا فعله بأطراف فستانها و وريقات شجيرتها التي يرعاها بسماه. فهم حينها من المقصود بكلامها و كيف تكذب المرأة.. عشقا.
جرّب أسبوعا أن يكون من أهل الأدب لكنّه ضجر الأدب فتركهم ومضى.