عند سدرة الوصل/ بقلم: أحمد المعرسي

عند سدرة الوصل
بقلم: أحمد المعرسي
ـــــــــــــــــ
أقول لقلبٍ سيدُ الخلق جارُه
لقد غردت روح الخليل ونارُه
وهاجرت من قلبي على كفّ دمعةٍ
تقول: حبيب الله قلبي وغارُه
وبيتي الذي فارقت في خير بقعةٍ
وأستار ركنٍ كم تجلت حجارُه
أسير إليه من بلادٍ بعيدةٍ
وزاد الفتى المشتاق مثلي افتقارُه
إلى خير خلق الله حجت قصائدي
وطافت ولبت …ثم نادى مدارُه:
محبُّ رسول الله حالٌ معتقٌ
أكفُّ السموات الطباق جرارُه
فسر فوق موج الشوق إن كنت صادقاً
فخير محبٍّ من تنادي بحارُه:
لقد خُرقت نفس الفتى من ذنوبِه
ولكن موسى لن يطولَ انتظارُه
وسافرت قلباً حاضراً غير حاضرٍ
وقلبي معنّاه ومعناي دارُه
أُحبُّ رسولَ اللهِ حباً دليلُهُ
أنين فؤادي في الهوى وانشطارُه
إلى خير خلق الله… قالت قصيدةٌ:
يقود الفتى نحو الحبيب انكسارُه
فكن شوقَ يعقوبٍ وآهات يوسفٍ
فقد لاح من بعد التنائي مزارُه
ولاحت لنا من دهشةِ الوجدِ قبةٌ
فرفرف في جنبي فؤادي وطارُه
وقالت ثنياتُ الوداعِ: هنا مشى
وفي ذلك البستان قام جدارُه
وخندق في ذاك المكان أما ترى
رأيت … ولكن أين مني غبارُه
هنا خصفت كفاه نعلاً ..هنا مشى
فياليت قلبي نعلُه ودثارُه
حبيبي أتاك الصبُّ يقتات حسرةً
تمزقه آهاته وصَغاره
عليك صلاة الله من قلب عاشقٍ
يسير على جمر المعاصي قطارُه
فوجهك ضوئي إنني غير مبصرٍ
سوى بفؤادٍ أنت فيه نهارُه
وحين هززت الشوق قالت غمامةٌ:
دموع الفتى في كل حالٍ ثمارُه
فخذ من جمار القلب سبعاً مردداّ:
لقد أدركت قلب المُعنّى جمارُه
فأنت ببابٍ بابُهُ الوصل..فانتبه
فإن قلوب العارفين ستارُه
نبيٌّ له من دهشة العرش حضرةٌ
وبالله لا بالعالمين اقتدارُه
رؤوفٌ رحيمٌ عاش للكون رحمةً
وللغيب سراً لا يُوارى منارُه
دنا فتدلى قاب قوسين.. أحرمت
محاسنه العظمى وطاف وقارُه
عليه صلاة الله من قلب عالقٍ
بباب رجاءٍ لا يُخاف انهيارُه
ومن حصنه حب النبي فلا يخف
فيمناه (فاضرب) والبحار يسارُه
أديروا كؤوس الشعر فالصب ظامئٌ
لكي يسكر المفتون زال خمارُه
سكرنا سكرنا .. أعذب الحب طعنةٌ
بخنجر عشقٍ لذ عندي ابتدارُه
وجر فؤادي عاملٌ غيرُ عاملٍ
أنيخوا حروف الجر إني جوارُه
وقالت دموعي قد نزلنا بروضةٍ
فيا ليت شعري هل فؤادي هزارُه?
إذا ما دنا المحبوب فالوصل قاتلٌ
وشاهد هذا مدمعي وانحدارُه
وحق الذي قد قسّم الحب بيننا
بأني أنا الشوق الذي… وانفجارُه
بنيت لطه في ذرى القلب مسجداً
ونفسي التي تهوى المعاصي ضرارُه
فإن شاء يدنيني أكن خير شاكرٍ
وإلا فموت المستهام اعتذارُه
المدينة المنورة ١٤٤٣