غريبتان…/ بقلم: ندى أبو شاويش

غريبتان…/ بقلم: ندى أبو شاويش
ــــــــــــــــــــ
ننفضُ الحزنَ عن صدرِ نيرموندا
نغتالُ الصمتَ عن صخرةِ الألمِ.
ونستعيرُ من اللهِ
فارساً
يرتقُ بالسلاسلِ اختلاجِ الحواس
يشرِّعُ نبضَ شرفتِك العتيقهِ وعنوانك
المبللِ بالانتظارِ
يتشظى في منحدر الرحيل
وحين الشوقِ من عينك يتلألأُ
أعجزُ عن البوحِ النازحِ
لضفافِ الهلاكِ
يلفظني على جسرِ
الرماد جسدا يتكئ
على زغاريدِ الحكاية
على صمتِ العابرين
وحين الشوق من عينيك يتلألأ
أُلقي جدائلي المخضبةِ
باللهفةِ
على شفتيك الحائرةِ
أنثرُ بذارَ النورِ
في موجةِ تقذفُنا على ناصيةِ
الوجودِ
فينمو الرملُ العتيقُ بوجهِ البحر ِ
أجنحةَ نوارس
من ألفِ رحيلٍ ورحيلٍ
من قبلِ الطوفانِ
الي حيثُ تموتُ
الخطى المسافرة
وهبتُكِ الملائكةَ تسبحُ
والروحُ لك حارسةٌ
وكنتُ
Hرتلُ سورَ الجرحِ
Hسكنُ ألوانَ المرجانِ المعمدِ
بزبدِ الدمعِ
Hسجدُ على ملحِ الماء.
أتهجدُ زفراتِ لؤلؤةٍ
خُلِقَتْ…
قبلَ الكونِ
قبلَ ثرثرةِ الأساطيرِ
على صهيلِ الموجِ
معجزةٌ هبطتْ من هودجِ
النُبوءَةِ
وشاح ٌيتشظي حنيناً
يؤلفُ بين
غزالةِ الضوءِ وماءِ الخلود
هناك
في شقاوةِ النبضِ شاردةً
هناك
أيتها المعتقةُ بالتاريخ
والنكران
تعاليْ
نفتشُ عن الماء
في جيبِ الأشرعةِ
عن ذاكرةٍ مثقوبةٍ
أو عن زعيقِ البحر المسجور
في الظلماتِ الثلاث
أو عن صرحِك الممردِ
في لجةِ الخطيئةِ
فهل زادَكِ الوجعُ اشتياقاً
يومَ رقصتِ في عراءِ الريحِ
المقامرةِ
خلفَ شرفةِ الجرحِ
خلخالك
غوايةُ البرتقالةِ
شهوةُ الطينِ
لساقي الحوريةِ
محرابُك
شهوةُ الشموع
لصلاةِ قديسةٍ
خلف الضبابِ
فكيف لي أن أشدَ
أشرعةَ الانتظارِ كي لا تثورَ
جدائلُ الضوءِ في طوفانِ الذاكرةِ
وتغربُ خطواتي في عين حمئة
وكنا
حين اشرأبتْ أجنحةُ النوارسِ
الشطآنَ
وحين ناحتْ ظلمةُ الليل.ِ
موتَ البرتقالِ
وحين الموجِ تململَ واجتثَ
من وجنتيكِ بيارةً لم تعدْ تثمرُ
الوصالَ
غريبتان
غريبتان في رعشةِ تمسدُ
تجاعيدَ الزمن.
غريبتان نصطادُ ما تبقى من الضوءِ.
غريبتان نُدجِّنُ النجومَ المنقرضةَ
غريبتان نعزقُ من شفتيكِ فوضى
القلق…
غريبتان نعتِقُ الشمس في بحرِك
فتثملُ المسافةِ ويدنو زحل
غريبتان أنا ويافا نطير على أجنحةِ الأملِ.
ندى أبو شاويش. فلسطين