غزل عفيف/ بقلم: سامح ادور سعد الله

غزل عفيف/ بقلم: سامح ادور سعد الله
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بينما كانت تتجول بين فسحات المتحف المتسعة جنباته، تشاهد أجمل آثار العالم. وقفت أمام أحد التماثيل الضخمة الجرانيتية التي صنعت بحذق وفن جميل برع فيه المصري القديم، نحت بارز يصور الملك الجالس على عرشه في مجده العظيم. كأنه متكلم بارع ويحكم الكل بالقوة والصولجان. قابع تمثاله في الدور الأرضي.
انبهرت به الفتاة لعظمة كيانه وشموخ هامته ودماثة خلقه، فهو جالس جبار لا يبالي بالرغم من الابتسامة المرسومة على جبينه، دققت النظر أكثر فأكثر حتى توهمت أنه يرمقها بعينين حادتين مبتسمتين، تحمل نفس الاهتمام. ولكن استحت أن ينظر إليها هكذا، فذهبت تتبع فيه النظر من مكان آخر وذهبت إلى الناحية اليسرى، واستكملت التأمل فيه، ولكن وجدته ينظر إليها مثل المرات السابقة فخشيت أن يراهما أحد. وانتقلت فورا للناحية الأخرى وعاودت المراقبة بإمعان ووجدته ينظر إليها أيضا بنفس الحرارة والإمعان. فتعالت نفسها وازدادت كبرياء، ولكنها رفضت حتى هذا الغزل العفيف فصعدت إلى الطابق العلوي وأكملت النظر اليه فوجدته يلاحقها ببصره الخادع. حتى ضاقت منه ذرعا وأخيرا نظرت إليه بقسوة ……..وانصرفت.
سامح ادور سعد الله – مصر