فراتُ الشَّوقِ ..يناديكِ/ بقلم: مرام عطية

فراتُ الشَّوقِ ..يناديكِ/ بقلم: مرام عطية
************
أمِّي حين قررتُ أن أحبُّكِ أكثر وأكثر، ازدادَ منسوبُ الفراتِ في قلبي، غاصتْ ضفافي، وغرقت مدنُ الأغاني، تدافعتْ لمرافئكِ كالسيلِ أحلامي، وغالبتني غيومُ الَّلهفةُ، فلم أجدْ لغةً إلاَّ الدموعَ أكتبُ لكِ، ورأيتُ الأشجارَ والعصافيرَ تنشجُ معي، الصباحُ يودِّعني، والسَّواقي والتلالَ تنادي أمِّي أمِّي.
يا دوحةَ الشِّعرِ في صحراءِ الحياةِ، اشتقتُ لعينيكِ وكرنفالِ المطرِ، عانقيني في كل وقت لتعانقني أغصانُ الحبور، لِمَ تقفين صامتةً في جزيرة الغياب، صهيلي البلوريُّ لا يستطيع أن يخترقَ حجبَ الصَّمتِ وقرُنفلُ الشَّوقِ لا يثقبَ جدرانِ البعادِ، أرغبُ أن أضمكِ أكثرَ، كم هاتَفَتُكِ!
فلم أجدكِ، بحثتُ عنكِ بينَ الحقولِ والكرومِ، فأخبرتني الشَّمسُ أنَّكِ تنسجينَ شالاً من نور لرب المجدِ، وتزرعين الملكوت صلواتٍ وتراتيلَ، وكلَّ يومٍ تسألين عنِّي، تودعينَ مواكبَ الصباحِ سلالَ حبورٍ وخوابي رضىً، فيسبقني الحنينُ إليكِ يغمركِ بالسوسنِ النديِّ، ما أحلاك !!
ينهمرُ وجهكِ ورداً على وجنتيَّ.
——–
مرام عطية