في المعتقل/ بقلم: سناء الداوود

في المعتقل/ بقلم: سناء الداوود
خاطرة …
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يقول السجين:
الجسد المصلوب يدمن صدأ المسامير
الممتزج في دمه.
والروح المشاغبة تهيم ليلًا.
كيف يجرؤ الصبح على الشروق؟
بينما تئن المسامير في حداد أزلي.
لكن الإيمان ببذرة الحياة، يهب الروح للصدأ
وقد ينجب أصابعًا ترتل على الكمان.
وربما ينهض برعم من غباره ليراقص البيانو.
لا تخف أيها القلب المسكين.
ما عاد الصدأ موجعًا.
حتى اللوحة تعلق بمسمار على جدار لتعرض سحرها…
تعال أيها الجدار؛ أسند عليك جسدي وأمنياتي.
* * * *
تقول السجينة:
نسيت تاريخ دخولي لزنزانتي
هنا صارت حياتي حديقة.
أمضيت سهرات ممتلئة بالفرو تقاسمت الحزن
الحقد، الرقص والضجر مع الجدران.
وبالتأكيد تشاركنا الحب.
اعتدت التصبيح على آثار من رحلوا
أتلمس خربشاتهم وأسقيها كَحوض أقحوان.
زرعت كل بقعة متاحة من الأرض.
أي بذرة خضراء تكفي.
إن زارتني حبال من ضوء الشمس كنت سعيدة.
وإن صادفت زهرة برية على نافذتي كنت سعيدة.
إنه الحب، ذلك السجين في الزنزانة المجاورة
جاري الصدوق، حيث يسند القلب ظهره المحني عليه ويبتسم!
سناء الداوود