28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

قديستي…. تطلقُ حمائمها / بقلم: مرام عطية

قديستي…. تطلقُ حمائمها / بقلم: مرام عطية

—————————

أمِّي، لا ترحلي الآنَ ، انتظريني ، أيَّتها القديسةُ المباركةُ لاتغادري دارنا الحبيبةَ ،امهليني رنوةً من عينيكِ السماويتين  و ساعة من وقتكِ الثمينِ ،لأشربَ فنجانَ قهوتي الأخير معكِ ، و أطعمَ من كعكِ يديكِ بعيداً عن همومِ العالمِ الظالمِ و شروره

أضناني الشَّوقُ لابتسامتكِ الدافئةِ وهي تضمني إلي رياضِ الجنانِ

أمِّي يبستْ أغصاني بفراقكِ فضميني اليوم إلى غيمةِ صدركِ الوارفةِ فأنا مازلت طفلةً تلثعُ أمام جلالكِ

و فراشةً تطمعُ بحدائق دلالكِ، فأينَ راحتاكِ تمسدُ شعري ،و تغمرُ روحي بتينها و عنبها كعادتها

لا أدري أ أخبركِ عن رحلتي الشاقةِ في التعليمِ والأمومةِ أمْ عن بعض انتصاراتي على الأوجاعِ ،لكن عديني ألاَّ تحزني من رمال خيباتي ، و شلالِ إخفاقاتي ، فالزمنُ يتقدمُ عمراً ياحبيبتي ويصعدُ نحو الأسفل أخلاقاً و إيماناً

كل ماأعلمهُ أنَّني سأرهفُ السَّمعَ لأبجديتكِ و همس حروفكِ ، فلا حكمة تعلو كلماتكِ، ولا عذوبةَ تفوقُ موسيقا حروفكِ

انزلي من عليائكِ شمساً تضيء دروبي وسأدعو كل أشقائي الذين شتَّتهم الزمانُ بغيابكِ لحفلة حبٍّ أبدية الروعة ، فلقد اشتاقوا لسنا طلتكِ و بهاء حضوركِ .

و أنتَ أيُّها البردُ القاسي ابتعدْ عنَّا قليلاً ، خفِّف من سياطِ لسعكِ ، و قفْ خاشعاً أمامَ قديستي ، دعني أستمتعْ بوهجِ حنانها ، و أتذوقْ حلاوةَ دفئها ، فهذا اليوم ستطلقُ أمِّي حمائمها إلى الرفيفِ الأعلى وتودعنا للأبدِ .

————————-

مرام عطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.