28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

قراءة في نص “ابتهالات” للكاتبة ريم النقري/بقلم: محمد مهيوب السروري

قراءة في نص “ابتهالات” للكاتبة ريم النقري/بقلم: محمد مهيوب السروري

…………..

الإنسان ينزع بفطرته الى الأعالي ..كلنا نتطلع الى الكمال . الى العوالم التي ترفرف فيها الروح عالية … لكن الواقع المحيط به

بنا و هو ليس من اختيارنا يجبرنا على ما لا نرتضيه

من هنا تستل شاعرتنا الأستاذة ريم النقري

أقلام كل نساء الشرق و تصرخ باسمهن جميعا

لتصف لنا واقعهن المكبوت و تعري قيم الزيف التي تكمم أفواههن الرقيقة العذبة فتجدب صحراء قلوبهن ليس من الحب فحسب بل و من الأمنيات و تختنق الأحلام وتتصلب الذكرى على أعتاب الوحدة القاتلة التي تعيشها المرأة في مجتمعاتنا

الغربة هذه هي غربة الروح و غربة المشاعر

و النسيان و لظى الإهمال و التناسي

و ترسم ذلك كله ريشة شاعرة فذة مبدعة باسلوبها الشيق الشجي الذي أضفى على المشهد/اللوحة حركة دينامية باستخدامها مجموعة كبيرة من الصور الفنية

ابتداء من عنوان النص ( إبتهالات اللقاء ) حيث و لأول وهلةِِ يوحي إليك ذلك بمدى الشرخ القائم بين الحلم و الحقيقة .. ثم تتوالى الصور الفنية البسيطة و المركبة – و المركبة هي الأغلب – (جنون الشوق) و (كحل العذابات) و (إيقاع الطيف) و ما أجمل صورتها (عقيق الأنفاس) إذ يوحي بتوهج المشاعر لا من نار بل من حرقة المشاعر التواقة للقاء المرسوم في أشعار و ترانيم و لوحات كل امرأة شرقية

هذا الإنتظار المتشظي كالحلم المليء بأشباه القبل و المترامي بحجم قصائد الإنتظار و المتراكم حد جنون الأشوق كما عبرت عنه الأستاذة ريم .

لكنه مصلوب كخلخال صمتِِ على اعتاب ساعة مكبوتة- لا لعطلِِ فيها- بل من شدة التوجس و الإنتظار..

تصف المشهد و تحاكم أسبابه و تبدأ في رسم ملامح الأمل حتى لا تجعل العجز والشؤم هو سيد الموقف ترسم ذلك بطباشير الطفولة الحالمة التي ذهبت أحلامها أدراج الرياح على مذبح الإشتياقِ الذبيح هو أيضا

ليس بوحًا بل هو دعوة قوية لتجاوز هذا الواقع المؤلم و نتائجه الوخيمة علينا جميعا و ليس على المرأة فحسب ..

كثيرة هي التعبيرات ذاتِ الجِدَةِ مثل ( مآذن الحنين ) و ( أشباه القبل ) و (لوحة ممزقة الشرايين ) و ( خلخال مصلوب ) و و و … وغيرها مما زخر بها هذ النص

إذا ذلك الصوت المجلجل قد بُح بعد ان أدى رسالته المقدسة آن له أن يتدثر. ( برداء الصمت ) هكذا ختمت الشاعر نصها البديع و بذلك نختم معها هذه الأسطر المتواضعة التي لم تفِ النص الا الشيء اليسير .. نظرا لثرائه الفني و البلاغي و الدلالي ..

….

بقلمي / محمد مهيوب السروري

صنعاء اليمن

في ١ / ١٠ / ٢٠٢٠ م

 

و إليكم ذلكم النص البديع

 

ابتهالات لقاء

………

ابتهالات اللقاء تشتاق إليك

بعين طفل شقي !

يرجو عناقا حاراً في سفر الأيام

 

أرسم اللقاء على مقاس النضوج

بلهفة الأشواق المجنونة

بحجم قصائد الإنتظار

 

على قدر أشباه القُبَل المترامية

ذات عناق

على قدر

مدائن الصمت الحزينة بداخلي

مآذن حنين

 

أرسم اللقااااء

بحجم صراخ حنجرتي

الموشومة بكحل عذاباتي المتناسلة

ذات بكااااء….

أنقشه

على أنّة خلخالي المصلوب

على قارعة المسافات

يباغت ذلك الطيف البعيد البعيد

إيقاع زفير الآه

ذااات صدأ

 

أرسمه بسبابات ألف امرأة شرقية

ترتل مع عقارب ساعة مكبوتة

تلّوح ل رشفة هدوء

ذات برزخ وعد

على ذبيح الاشتياق

 

أرسم اللقاء لوحة ممزّقة الشّرايين

ألملم ألوانها بزمّرد الوجد

وعقيق انفاسي المتوهجة

حتى تبدو ذات بهااااء

 

أرسم اللقاء من لحظة الانعتاق

حتى لحظة تورد تفّاح خدّي

واخضرار صحراء الأمنيات

القشيبة في داخلي

لتنمو أشواك الصبار

مع كل نبض حزين

لتراقص كريات دمي الحمراء بجنوون

تطلق همهمةً حبيسةً تضّج منها

ساحات ذاكرتي العمياء

لحظة احتيااال

 

دعني

أرسم اللقاء بطباشير الأمس

اسكب من زجاجاتي

المحنطة دمع العنب

في خاصرة المكان

أتجاوز اشتعال الحريق في صدري

أفرش أزرار الورد

نفكه قطبة قطبة

ليدثر صمت اللقااااء

………..

 

#ريم النقري#

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.