27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

قلتُ لها: ارسميني بشفتيكِ قبل رحيلي/ عطا الله شاهين

قلتُ لها: ارسميني بشفتيكِ قبل رحيلي

 

حينما أتت تلك الفنانة التشكيلية الرّسامة لزيارتي ذات زمنٍ ولّى لأنها علمتْ من صديقاتها بأنني مريضٌ، وفور رؤيتها لوجهي الشّاحب بكتْ، فقلتُ لها: لقدْ هرمتُ أيتها الرسامة الشّقيّة، فابتسمتْ بحزن، فقلتُ لها: ارسميني خربشات بشفتيكِ؟ …. فردت سأرسم الحبّ على شفتيك…. سأخربش كل شيء…. سأرسم فوضى الحبّ قبل أن تموت، فقلت لها: ارسمي الحُبّ الحزين بكل تفاصيله على ملامحِ وجهي الميّت.. كانتْ الرّسامةُ الصّديقة التي بدتْ متألمةً وحزينة من كلامِي تقولُ سأرسمكُ كما أنتَ بكلّ حزنكَ، وبكل شغبكَ، وحينما دنتْ منّي قلتُ لها: لا تبكي، لا أريد أنْ تتعبي عينيكِ الجميلتين من البكاء، فلون عينيكِ الأسود يجنّني، أدرك بأنكِ ستتذكّرينني حينما ستنظرين إلى صورتي.. فالمرضُ قد نالَ منّي يا حبيبتي، وأنا على وشكِ الموْت، وبعد صمتٍ قصير ظلتْ عيناها السوداوين تنظران صوبي، فقلتُ لها: ستقولين ما أروعَكَ أيها الصّديق، لماذا رحلتَ وتركتني وحيدة؟ سأتذكّر كلّ شيءٍ جميلٍ عملتَه معي، سأتذكّرُ طعمَ قهوتكَ الرائعة.. سأتذكر شغبكِ..  سأتذكّر حُبَّكَ، وقبل أن تغادر قالت: سأرسم فوضى الشّفاه التي ستفتقدكَ …

 

 

 

بقلم: عطا الله شاهين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.