لا تلوموا الشعر/ بقلم: زيد الطهراوي

لا تلوموا الشعر/ بقلم: زيد الطهراوي
ـــــــــــــــــــ
هل فقد الشعر إرادته؟ أم تخلى عن صموده وفرادته فأضاع وجهته؟
أي ذهول أصابه وهو الحصان الأصيل؟
حين تصعد الأسئلة الفياضة كالأمواج فإنها تشد الانتباه، وترفع راية الهمم خفاقة، نعم لقد أصاب الشعر صعقة ما أنسته مصبه الذي لا غنى له عنه، فلا تغضب أيها الشعر فربما نجد لك متنفسا، ولعل الأديب الكبير (إسعاف النشاشيبي) يستطيع أن يعالج أحزانك، فإذا بنا نلتفت إلى سبب المشكلة الحقيقي ونعرض عنك فيكفيك أننا قد أسأنا فهمك
نعم؛ لقد رأى الأديب(النشاشيبي) انحطاطا في مستوى اللغة العربية عند المتكلمين بها، ولكنه لم يلم اللغة العربية بل لام تلك الأمة التي رضيت بالضعف والتخلف عن ركب الحضارة
و كانت خطبته الشهيرة المؤثرة( لا تلوموا العربية) خير دواء لنفوس لا ترفض العلاج و إن كان علقما ، و نحن نعرف من هو النشاشيبي إنه الشاب الذي غادر الثروة و الجاه لأنه تعلق باللغة العربية الفصيحة التي دخلت إلى أعماقه فغرست جذورها في هذه الأعماق العاشقة ، عاش وحيدا فريدا لأنه وجد رفيقا مخلصا ، لا يبغضه و لا يمل منه، فثابر و اجتهد و سار على الدرب فوصل، إنه الفصيح الذي لا يشق له غبار ، فعليه أن يكشف اللثام عن جمال اللغة التي أحب ، ليحض الناس على حبها و التعمق في دراستها لتلين لهم فتعطيهم ثمارها الناضجة و أريجها الفواح
وهذا كله ينطبق على الشعر، فلا بد من نهضة بعد سبات، تنفض الغبار عن وجه قنديل الشعر العربي ليشق طريقه في عالم الجمال والحضارة والقيم