27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لا سَماءَ زَرقَاء / بقلم: رغداء مريم

لا سَماءَ زَرقَاء / بقلم: رغداء مريم

ـــــــــــــــ

لا سَماءَ زَرقَاء

نعدُّ نُجُومَها قَبل النَّوم

لِذا نَعدُّ القَتلى كَي نَغفُو

لكنَّهُم وبجَميعِ الطُّرق

يَزدَادُون كُلّ ليلَة

وكأَنَّ هذهِ البِلاد

لا تُريدُ لنَا أن نَنام

حتَّى لا نحلُمَ بما ليسَ لنَا

أو بِمَا لا تَستَطيعُ مَنحَنا إيَّاه

لأنَّ غُولَ الحِكاية

أكَلهُ أوَّل المسَاء

كَي يَبدو سَمينًا ومُفزِعًا أَكثر

حِين تَروي عَنه الجدَّةُ لحَفيدِها

فِي الذِّكرَى الأُولَى لِرَحيلِه

عَلّه يخافُ ويَرجِع…

أوَّل ما نُريحُ رُؤوسَنا

علَى الوِسادَة…

طاخ

طاخ…

بِلا خَوف

هَذا الرَّصاصُ مطَّاطيّ

لا يَقتُل

فَقط يَبقى عَالقًا

فِي رُؤوسِنا اليابسَة

ربَّما كي نُصبِح أَكثرَ مُرونَة

أكثرَ تقبُّلًا لكلِّ جَرائِم اللَّاشَرف

التِي تنتهِكُ حُقوقَنا

ونَحنُ مشدُوهُونَ بفَمٍ فاغِر

لا يجرُؤُ علَى بصقِ كلمَةٍ واحِدة

فتُردُّ إليهِ رصاصَةً حيَّة

في الصَّباح….

واحِد

 إثنَان

بوووم

إنَّها مُجرَّدُ قُنبُلةٍ

مُسيلةٍ للذِّكرَيات

لا تقتُلْ

فقط تَطحَنُ قليلًا

مِن حِجارَة قُلوبِنا

تعِيدُنا تُرابًا

 لنَستَعِيدَ بعضًا

من طُفولتِنا المَعجُونَة

 بمَاءِ الحَياة

فنَتوهَّم أنَّه ما زَال أمَامَنا

الكثِيرُ منَ الوَقت

لإِصلاحِ ما فَسدَ فِينا وحَولَنا..

إنَّها كِذبة نيسَان في كَاسِيت

 تَتكَرَّر، تَتكَرَّر، تَتكَرَّر…..

حتَّى نَملَّ وتَنتَهي بطَّارِيَّاتنا..

الآَن

………….اشْشْ

بِلَا صَوت

لقَد تَطوَّرنا كَثيرًا

إنَّها مُجَرَّد سَكتَةٍ قَلبيَّة

تُحَاولُ مَنحَنا بعضَ الهُدوءِ

الذِي لم تَستطِع هَذهِ البِلادُ

مَنحَنا إِيَّاه

رُبَّما الآَن

نَستطِيعُ أن نغفُو قَليلًا

ونَعدَّ الأَحياءَ البَاقِين

الذينَ يتَناقَصُون كلَّ يَوم

في مُحاوَلَةٍ للهَربِ

إلَى مَكانٍ أَقلّ ضَجِيجًا

ولشِدَّة إندِفاعِهِم

يذهَبُونَ باتِّجاهِ الأَسفَل

رُبَّما الأَعلَى..

أَو رُبَّما لا يَزالُون تَائِهِين

يُحَاولُون النَّومَ قلِيلًا

وأَثنَاء ذَلِك

يَعدُّونَ القَتلَى الذينَ

وبِجَميع الطُّرُق

يَزدادُونَ كُلَّ يَوم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.