27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لقاء تعارف في الضباب/ عطا الله شاهين

لقاء تعارف في الضباب

 

ذات مساء سار ذاك الشاب في الضباب، رأسه كعادته مثقل بالهموم، وبالكاد كان يرى أضواء السيارات، التي كانت تسير ببطء، بينما راح يرنّ لصديقة عبر هاتفه الخليوي، وأراد يعرف سبب تركها له فجأة، وراح يصرخ في هاتفه الخليوي، وقال لها لماذا تركتني؟ ماذا فعلت لكِ، وبعد دقائق بات الضباب كثيفا، ولم يعد يرى ذاك الشاب جيدا، فبدأ يخطو على الرصيف المحفّر ببطء، لكنه أحسّ بأنه إصطدم بجسدٍ طري، فنظر وإذا بها امرأة كانت ترتدي معطفا أبيض اللون، فابتعدت المرأة عنه ولم تتتحث معه، رغم أنه تأسّف لها عدة مرات، فأغلق هاتفه الخليوي وتبعها، فزجرته تلك المرأة، وقالت له: سأصرخ إذا بقيت تتبعني، فردّ عليها أنا لا أتبعكِ، لكنني أنفّذ أوامر قلبي، الذي شعر بخفقانٍ غير عادي، حينما إصطدم جسدي بكِ، فقالت له: لا تعاكسني، وإلا وصمتتْ.. فقال لها أنا أمقت المعاكسة، لكنني أريد التعرف عليكِ، فظلت تلك المرأة صامتة، وبعد دقائق قالت له ماذا تريد؟ فردّ عليها لا شيء فقط مجرد تعارف، فقالت له أتدري هذه أول مرة يأتي شابّ ليتعرّف عليّ، وسارا سوية تحت الضباب وراحا يتحدثان في مواضيع عدة، وبدا الشاب لطيفا معها، رغم صراخها على هاتفه الخليوي قبل دقائق ودنت منه وقالت له: ما الذي جذبك صوبي فردّ عليها لا أدري، ربما لأن اصطدامي بكِ كان مختلفا عن أي اصطدام فسارا تحت الضباب لمسافة، وظلّ لطيفا معها حتى وجَدا لغةً مشتركة في كافّة المواضيع فقالت في ذاتها ليس كل الشّبان يجنوا حينما يقتربون من أنثى، كهذا الشّابّ الذي من كلامه معي فهمت منه بأنه لا يريد مني سوى الحُبّ..

 

 

بقلم: عطا الله شاهين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.