للخِيَانَةِ رَائِحَةٌ، طَعمٌ.. وَلَوْنٌ / بِقَلم: آيات عبد المنعم

للخِيَانَةِ رَائِحَةٌ، طَعمٌ.. وَلَوْنٌ / بِقَلم: آيات عبد المنعم
ــــــــــــــــــــــــــ
هَذَا… وَكَانَتْ آخِرَ فُصُولِ حِكَايَتِنَا… صَفَحَاتٌ مِنَ اللَّوْنِ الأُحَادِيِّ شَدِيدِ الظُّلْمَةِ، رِوَايَةٌ تُخْبِرُ النَّازِحِينَ وَالحَالِمِينَ مَعًا بِأَنَّهُ: لا مَجَالَ مَعَ الظُّلْمِ لِلرُّؤْيَا… لا خَلاصَ
عَنْ نَظْرَةٍ مِنْ الخُذْلانِ كَانَتْ تُسَيْطِرُ عَلَيْهَا.. تُصَارِعُ دُمُوعَهَا، تُغَالِبُهَا.. حَتَّى غَلَبَتْهَا فِي قَهْرٍ وَصَمْتٍ؛ اِنْفَجَرَتْ بَاكِيَةً
عَنْ تِلْكَ الغَصَّةِ وَالحَسْرَةِ فِي القَلْبِ وَهِيَ تَضُيعُ فِي صَفَحَاتِهَا -بَيْنَ سَنَوَاتِ خَيَّبَتِهَا وَسُطُورِها- تَخْجَلُ مِنْ إِشْهَارِ جُرحِهَا، تُحَاوِلُ بِشِدَّةٍ أَنْ تُوَارِيَ صَرخَاتِهَا الدَّامِيَةَ فِي القَلْبِ؛ فَتَفِيضُ عَيْنَاهَا بِالمَزِيدِ المَزِيدِ.. مِنَ الحُزْنِ
تَتَأَلَّمُ حَدَّ المَوْتِ، وَعِنْدَمَا يَسْأَلُهَا الطَّبِيبُ عَنْ دَائِهَا.. لا تَجِدُ مَا تُخْبِرُهُ بِهِ سِوَى أَنَّهَا بِخَيْرٍ، عَدَا.. أَنَّ أَلَمًا مَا -أَحَلَّ بِهَا- لا يُحتَمَلُ
(فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَنْظُرُ بِهَا إِلَى عَيْنَيْكَ؛ أَخَافُ كَثِيرًا.. أَخَافُ أَنْ أَقْرَأَ الخِيَانَةَ عَلَى جَبِينِكَ، بَيْنَ خُصلاتِ عَقْلِكَ.. وَحَنَايَا كَفَّيْكَ حِينَ تُلامِسُنِي
أَخَافُ أَنْ أُعَانِقَكَ؛ فَتَخْتَلِطُ أَنْفَاسِي بِأَنْفَاسِهَا؛فَأَعرِفُهَا حَقِيقَةً.. لا ظَنًّا، وَيَحسُرُنِي الظِّلُّ.. ثُمَّ أَخْشَى كَثُيرًا أَنْ أُصِلِّيَ فِي عَيْنَيْكَ؛ فَتَعطَبُ رُوحِي تَمَامًا كُلَّمَا سَقِمَتْ رُوحُكَ بِالتَّبَاعُدِ، التَّدَاعِي.. وَالإِثْمِ!!
وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ.. أَوَدُّ لَوْ أُصَدِّقُ كِذْبَكَ المُنْتَقَى -بِعِنَايَتِكَ الفَائِقَةِ- وَأَخْجَلُ.. غَيْرَ أَنَّنِي لَسْتُ قَادِرَةً عَلَى تَصدِيقِكَ مُجَدَّدًا)
.
وحدي_أستطيع_عبور_الحكايات
آيات عبد المنعم