لليل لون آخر /بقلم: نرجس عمران

لليل لون آخر /بقلم: نرجس عمران
_______
عندما يأتيني الحلم
على طبق من عينيك
يبيض وجه الليل
وتنتفض ثورة الوتين
يهجر الصقيع مخدعي
وتلوح ملامح الدفء
على وجه الوسادة
تتبلور ابتسامة حمراء
على شفاه اللحظة
فيغدو لليل لونا أحمرا
عندما يجهش السهد
أنات الرحيل
وتبدأ دموع الأشواق
بمغادرة عيون السهاد
وتهاجر كل قصص الحنين
التي عشعشت
فوق وتحت وبين جنبات
الشراشف الخاوية
تمحى رواية
النبض البائس
التي أكتب وأقرأ
بعين ناطقة
وصوت صامت
من على حائط الشرود
ليلة بعد ليلة
تدخل فراشي
في وحدة حال
مع ضحكاتي وابتساماتي
وتنهيداتي
ومسقط رأسينا
فيصبح لليل
لون الحياء
حين يلبس قلبي
خمارا يغطي كل
عورات الشوق
من سواد الهجر
من خلوة مكتملة النصاب
من وضح الجوى
من مرادفة عرجاء
تتعكز على عصا القصيدة
لتبلغ قافية لقاء عاجز
في هودج الوصال
من مغبة السكون
من صدى الوحشة
من …
من …
تتدلى فوقها جميعا
طرحة من بياض
قلبي ونقاء الأماني
طرزتها بمخرز حبك
حينها يصبح لليل
لونا أبيضا
ويتساءلون
ويجزعون
وتتطاير منهم علامات تعجب
وإشارات استفهام
وأقواس مفتوحة على
استفسارات
عربة الفواصل لاتكاد تفرغ
حتى تمتلأ مجددا
ويبدو وجه الاستهجان كالحا
وتبلغ الريبة منتهاها
حتى تعود الطمأنية أدراجها
بعيدا عن نفوسهم
أجل كل ما في السماء
يرتدي الحيرة
أين البريق ؟
لقد ذهب
مساكين كيف سيسطعون ؟
وقد لونت أنت
سواد الليل بألوان الوصال
ترحل غبطتهم
نعم لقد استقرت في قلبي
ألا يحق
لليلي مرة أن يكون أبيضا ؟!
حتى من دون حمرة عشق
أبيضا بشغف الخيال
ألا يحق
لي أن أبادل القمر الأدوار ؟!
فأنير العالم بسنا وجهك
حديث النجوم
يتردد على ألسنة الأماكن
والأثاث من حوالي
التي تشتعل من وهج لقائنا
يكفي الليالي أنانية
لتحتكر اللؤلؤ لها
قمرا ونجوما وكوالبا
حين وضعت
ألقهم عند حده
وتماديت في السطوع
من بؤبؤ عينيك الخضراوين
فأصبح لليل لون العقيق
المعتق بالخضار
هكذا تدحرج ليلنا
على قوس قزح
وتدرأ فيء كل الألوان
فاعتكف سواده في اللاطغيان
وتهدلت من أذياله
أزياء الربيع
و وسامته
وألوانه
حتى غدا بسواده
علبة ألوان
نرجس عمران
سورية