27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لم تغْرِني تلك المرأة للفرار من العدم/ بقلم: عطا الله شاهين

لم تغْرِني تلك المرأة للفرار من العدم..

بقلم: عطا الله شاهين

ــــــــــــ

قابع منذ زمن في العدم.. هربتُ من مآسي الحياة.. لم أعاني في العدم من أي شيء .. بقيت نائما على طرف العتمة.. لم أحلم هناك بأية أحلام مزعجة كأحلامي في الوجود، لكنني رأيت امرأة تفرّ من العدم، فسألتها لماذا فررت من هذا العدم؟ فلم ترد عليّ، وخرجت إلى بوابة الوجود، ونظرت صوبي، وبقيت صامتة، لكنني لاحظت في عينيها اشتياقا للحياة، فقلت: لعل رغبتها نبّهتها بعدما حشرت نفسها في العدم مثلي.. فلعلها ملت من بقائها في العدم بلا همسات، وبلا حب، فلا يوجد أسباب أخرى تدعوها للخروج من العدم إلى الوجود مرة أخرى.. كانت تسير في عتمة العدم  تحت ضوء تسلل منذ سرمد من انفجار سوبرنوفا .. وحين رأيتها تقف على بوابة الوجود أغرتني للحظات بخروجها من العدم، لكنني لم ألحقها، فقلت: سأظل في العدم إلى سرمد من الزمن ..  لم أعد راغبا في حب امرأة في حياة كلها كوارث سأظل هنا في عدم بلا أية رغبات.. سأموت بلا وداع، وبلا بكاء من الأهل، وبلا تكلفة من طقوس للموت.. فالمرأة فرت لسبب قوي جعلها غير قادرة على حبس رغبتها في عقلها لزمن سرمدي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.