28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لن أقترب أكثر/ بقلم: أمير العقاد

لن أقترب أكثر/ بقلم: أمير العقاد

ــــــــــ

أحبكِ.. لكن لن أقترب أكثر.

قولي جبانٌ

فالخوفُ حكمةٌ لو كنتِ تعلمين.

قولي عاجزٌ

فأنا لم أختر ولادتي في بُقعةٍ محاصرة..

ولا أود لكِ العذابَ في حُبٍ مستحيل.

أنا رجلٌ قرويُّ الطِّباع..

مرهفُ المشاعر

وأكتبُ الشعرَ كل دقيقة.

لكني محترقٌ وحزينٌ على الدوام.

أحبكِ جدًا.. لكن لن أقترب أكثر.

لن ألمسكِ

فأنتِ من كوكبٍ بعيد

والسفرُ في بلادي يحتاجُ إلى تنسيقٍ

وتذاكر باهظة الثمن..

فدولتي قُصِفَ مطارها..

ودُمِّرَتْ فيها كل الطُرُقِ التي تؤدي إلى السعادة.

وهنا الموتُ يُحلِّقُ مع طائراتِ الإستطلاع كل دقيقةٍ فوقَ رُؤوسِ السكان.

أحبكِ جدًا.. لكن لن أقتربَ أكثر.

قولي شابٌ ناقصُ الجرأة

فأنا مقطوعٌ من شجرةِ الحُب

ومقترنٌ مع أخبارِ الحرب ..

لا أرى الأشجارَ أكثر من آثارِ الأسلحةِ الفتاكة ..

لا أشمُّ الأزهارَ أكثر من رائحةِ البارودِ والصواريخُ المُدمِّرة.

لا أعرفُ النساءَ كما أعرفُ الصحاري القاسية..

لا أعرفُ ينابيعَ الجداولِ والأنهار

كما أعرفُ جبهات القتالِ العسكرية.

أحبكِ جدًا.. لكن لن أقترب أكثر.

إنكِ تجهلين حياتي

وتعرفينَ بساطتي..

تجهلين الحزن الذي أكرر إنكاره في ملامحي وقصائد الغزلِ العابرة.

تجهلين المر الذي أتجرعهُ..

ولا تعرفين شيئًا عن الحرمانِ الذي أحس بهِ وأقفزُ عنه بمضضٍ واعتصار.

إنك تجهلينَ الصبر الذي أعضُّ عليه بأسناني.

والأمل الذي أكلَ جلدي

والدموع الغزيرة التي حاصرت شاشة الرؤية.

أحبكِ.. لكن لن أقترب أكثر.

ولتقولي ما تشائين

ناقصٌ أم عاجزٌ أم جبانٌ أم من قومٍ مجانين.

لن تحرقني أحكامُكِ لأني كائنٌ من رماد.

ولن تهدمني قناعاتكِ لأني في الأصلِ رُكام.

أحبكِ جدًا.. لكن لن أقترب أكثر.

فأنتِ وحيدةٌ،

ورقيقةٌ جدا،

ولن تقوي….

على أملِ لقاءٍ مستحيل.

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.