لهيب القدر/ بقلم: ربى محمود بدر

لهيب القدر/ بقلم: ربى محمود بدر
ــــــــــــــــــ
الأيام تدور والأحوال تتغير والقدر يهيئ لنا ما يشاء دون استئذان،
العائلة المتحابة المتماسكة التي يملأها العطف والحنان يشاء القدر أن يفرقها.
هالة امرأة موظفة بدائرة التأمينات الاجتماعية، متزوجة من أيهم رجل يكسب قوت عيشه من الأعمال الحرة والعتالة، أنجبت طفلان فيصل ومجد دارت الأيام كبر الأولاد، نجح فيصل بالثانوية وسجل بكلية الطب ومجد أصبح بالثانوية.
أعلنت شركة التأمينات الاجتماعية على مسابقة للتوظيف، قدمت هالة أوراق زوجها للمسابقة وبعد عدة أيام تقدم أيهم للامتحان، وتم قبوله في الوظيفة أرسلت له الشركة من أجل إتمام أوراقه من أجل مباشرة الدوام، في اليوم الثاني هيأ أيهم نفسه ليتمم الأوراق الناقصة ويبدأ الدوام.
جلست العائلة والسعادة تملأ قلبها للأسف لن تتم الفرحة، عند المساء أصيب بنوبة قلبية أودت بحياته ،تحولت فرحة هالة إلى حداد على زوجها بقيت هي والأولاد في المنزل مثل عادتها، بعد قضاء العدة تابعت الدوام والحزن يملأ قلبها ولكن كانت المفاجأة الأكبر حصول سرقة بجوار منزلها لتتفاجأ بأن أبنها فيصل طالب الطب مساهم بالسرقة، قلب الأم دفعها لتهربه إلى خارج الوطن حتى لا يتم سجنه، أصبح حزنها مضاعفاً وماهي إلا أيام أغمي على ابنها الأصغر مجد تم إسعافه إلى المشفى بعد التحاليل والفحوصات أخبرها الطبيب أنه مصاب بسرطان الدم .
كانت الفاجعة الأكبر بالنسبة لهالة سالت دموعها من جديد نسيت زوجها وابنها الأكبر واحتضنت ولدها الأصغر هو كل ما بقي لها من الدنيا، بدأت بالدعاء من أجل الشفاء، ومن طبيب إلى آخر كان أملها الوحيد، قرر الطبيب بإعطائه الجرعة الأولى وتوالت الجرعات ومجد من أسوأ إلى أسوأ، سنة ونصف وهي على هذه الحالة.
في الذكرى الثانية لوفاة زوجها توفي ابنها مجد، لتعود هالة وحيدة إلى منزلها تعانق دموعها والحزن والكآبة ارتسمت على ملامحها.
ربى محمود بدر/ سورية