ليل البين/ بقلم: عبد الرحمن سراج

ليل البين/ بقلم: عبد الرحمن سراج
ــــــــــــــــــــــ
بوحشةِ لـيلِ البـينِ عـزّ المـوالـيا
ولم يبقَ إلا النّجمُ يختالُ عالـيا
فـيا قرّةَ الأعيانِ ، يا درّة الهـوى
إليكِ أخـطُّ الشّـعرَ بـدءاً وتـالـيا
إلى ربّـةِ الحُسـنِ الرّفـيع مقـامهُ
أسوقُ قصيدي مادحاً لا مُغـالـيا
وفي المدحِ من إرثِ النّفاق بقيّةٌ
ولكن مدحي لم يكن رأسَ مالـيا
فمن ذا يغـذّي البدرَ نوراً سواكمُ
ومن يجعلُ المرجانَ بالعينِ غالـيا
فلولاكِ ما كـان الرّحـيـقُ مـحـبـّباً
ولـولاكِ ما طـارت حمـامُ خـيالـيا
دعتني ورودُ الخدِّ والسّحرُ كامنٌ
بتلكَ العيونِ السّودِ حيثُ التّعالـيا
فأدركـت أنّ الحورَ فيها تمـثّـلت
وإن كان ثـوبُ المُلـكِ رثّاً وبالـيا
يـزيّـنُـها فـوقَ الـوقـارِ مـواكـبٌ
من العلـمِ والآياتِ جاءت توالـيا
كأنّي بـها بيـن الـنّـسـاءِ عـروسـةٌ
وفي منبرِ الإجلالِ ذاتُ المعالـيا
يقولون لي ما هكذا الحبّ يا فتى
أتسـهرُ من بـعدِ الحبـيبِ لـيالـيا ؟
فقلت وكيف النّـومُ للوجدِ يتّـقي ؟
اذا ما غزاني ، واستحلّ وصالـيا
فإنّي ، وإن كنـتُ الأخـيرَ تـغـزّلاً
لآتٍ بأعـلـى مـن حـدودِ مجـاليـا
ولو كنتُ ذا مـالٍ كثـيرٍ ، وثـروةٍ
لأعطت يميني منهُ ضعفَ شمالـيا
ولكنّـني صعـلـوكُ قـومٍ يـرونـني
غـنـيّاً ،، لأنّـي لا عـلـيّـا ولا لـيا !
يـؤرقُ نـومـي في هـواكِ روايـةٌ
وتحرقُ نارُ الشّوقِ جـوّ التّـسالـيا
سلي عنّي الشّمعَ المذابَ وريشتي
ولا تخذلي بالصـدِّ معـنى سؤالـيا
أصوغُ بدمعِ العينِ فـيكِ قصائداً
وأرسمُ في غيـبِ المـصـيرِ مـآلـيا
فيا ليت شعري هل أغنيّكِ مرّةً؟
وأنشرُ في عقـدِ الـزّمـان مقـالـيا
لأنّكِ في دنـيا المحبـيّنَ قـبلـتي
سأعبدُ فيكِ الحسنَ يا أمَّ دالـيا
عبدالرحمن سراج