ليل وسراب/ بقلم: ياسمين العابد

ليل وسراب/ بقلم: ياسمين العابد
…………
جَنانيَ من عصفِ السنين مُصابُ
وصوتيَ نزفٌ والدموعُ خِضابُ
ووجهيَ في عينِ الزمانِ متاهةٌ
وكلُّ سبيلٍ في الظلامِ يُهابُ
كأنَّ ذبولًا قد أحاطَ لواحظي
فدنيايَ ليلٌ حالكٌ وسرابُ
مددتُ إلى كفِّ الزمانِ يَدَ الهوى
وما الحبُّ نهرًا تشتهيه رحابُ
فما نلْتُ مِنْ مَنِّ الحياةِ سوى الأسى
وما الصبرُ سطرًا يحتويه كتابُ
فتبًا لعيشٍ قد حضنتُ جماره
كأنَّ اعتناق الإفكِ فيه صوابُ
بريقُ المرايا قد أثارَ تَخَوفي
وروضُ رجائي تعتليه هضابُ
أما من صدورٍ قد تفيضُ لأرتوي
بكأس التَّمني. هل يجود سحاب؟
ذرفْتُ على نأي الأحبةِ أدمعي
وكم من حبيبٍ كدَّرته صعابُ
تَبعتُ رسول الحب تقتُ لنهجه
وإنَّ الجوى وهمٌ نوىً وعذابُ
ُ
رسمتُ رياضًا من ندايَ تعطرتْ
جنائنُ سحرٍ في شذاها رضابُ
وأسقيتُ زهري من نميرِ مودةٍ
ليزهرَ مرجًا بالرحيق يُذابُ
على كلِّ وادٍ قد تهيمُ غصونه
وظلٌّ خصيبٌ في ثراه عُجابُ
فتلك الأماني قد سبحتُ ببحرها
نسيتُ بأنِّي بالهيامِ مصابُ
أضعتُ طريقي مذ أطال بيَ الكرى
لكم حارَ فكري فالضياع يُعابُ
وعدتُ أُداري بالتجلُّدِ لوعتي
لعلَّ اصطباري بالهناء يُثابُ
وما من جزاءٍ أو ثواب أرتجي
فكلٍّ امريءٍ من فعله قد يُرابُ
لكم جلتُ في درب الهموم مُطاوِعًا
حنينَ فؤادٍ قد كواه غيابُ
فدعْ عنك أوهام الحياة وكيدها
لأنَّ دروبَ الوهمِ فيها خرابُ
فكن يا قريضي للسعادة مرتعًا
أرى الشعر صرحًا قد علته قِبابُ
ياسمين العابد
الاثنين / 11/5/2020