28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

ماذا لو …/ بقلم: ألق محمد

ماذا لو …/ بقلم: ألق محمد

ـــــــــــــ

ماذا لو أستيقظنا ذات نهار على شيءٍ لا يشبهنا،
لربما يشبهنا! لستُ أدري؟
مثلًا أنَّ أكونَ كـرة مطاطية ملساء
أتدحرج حيث اللا معلوم
بركلة طفل شرس يعبثُ بيّ تارةً للأعلى وأُخرى للأسفل
تتشقلبُ مَعدتي بكل مرة إنقباضًا واتساعًا
وأخيرًا تسكنُ روعتي
بدهسةِ إحدى عجلات باص، بمنتصف الطريق،
كُتبَ على أحد جانبيه إســـعاف!

¶¶
ماذا لو كانَ أخي الأصغر غصنًا لشجرة كبيرة
تتوسط مدينة
عُلقت عليهِ أماني مبتورة التحقق للفقراء
طال انتظارها، فيتحولون فؤوسًا!
فتثور الأم كـعاصفة هوجاء
بنكثنا أنا وباقي أخوتي
لتبقى وحدها عارية بالفناء؟

¶¶¶
ماذا لو كنتُ سّماءً!
أتفحصُ خلوة النجوم
وأراقبُ فضول القمر وهو يتلصصُ
عِبر شرفات البيوت يلعقُ أصوات زوجة
تأوهت بحضن عشيق
أو أنّ يمتطي صهوة النوافذ
ظَــمْــآن يفتشُ عن سريرٍ يشاركه جنونه
قبل أنَّ تقبضَ عليه السَّـماء بجرمٍ مشهود؟

¶¶¶¶
ماذا لو كنت خرقة مُهترئة
ألـتـفُ حول فتاة مرماة وسط تيه
يكمل التبعثر وقمامة الحيّ
بالكاد أسترها بعدمافضحتها الحياة
يرأفَ بها كلبٌ سائب ٌ
بأنياب حنونة وشعر ناعم
أستثقلُ الهواءَ
وأتلو ماتَـيسـر من الحـزن وأمضي

¶¶¶¶¶
ماذا لو كنت لوحًا خشبيًا بيد نجار
يعشقني المنشار
كما يعشق المسمار ضجيج المطرقة
تارةً أكون كرسيًّا جميلاً
وأخرى طاولة طعام
أو لربما مكتبة
أريكة
سُلّم
.
.

لا يهم، ولكن أكره أن أكونَ تابوتًا
أتثاءبُ أمواتًا
وأتقيءُ آخرين
تخدشني دموع النائحات
أودُ تكفيف حزنهن
بشحذ التفاصيل الباقية
بشهقة ليالٍ ثكلى
تزجُ رماد العويل فوقها قربان وفاء

¶¶¶¶¶¶
ماذا لو همستُ للهاوية بأنْ تأخذني بعيدًا وتذرني أرضًا يعشوشب بذري
فتقتات مني الطيرُ
فألملم ُ بقايا ذكراي
وأنتعلُ السكون على إيقاع الصمت وأمضي…
لربمّا أحظى بالسّلام
لستُ أدري؟

ألَــق محمّد
آب /٢٠٢٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.