ما أَروع حُبُّ العراق/ بقلم: فاضل البياتي

ما أَروع حُبُّ العراق
بقلم: فاضل البياتي
……………..
* فَصَبْرٌ جَمِيلٌ بطعمِ اللهفةِ يا وطني، وطابَ شذاك
أصلّي لأجلِكَ ولِلّناسِ هُناكَ
مِن أعلى قِمةَ الأرضِ
لِيباركَ اللهُ ثراك.
عَجيبٌ، وَعَذبٌ وَصعبٌ وَشاق
عُشق العراق
أَبَداً لن نَستَطيع من الشَوقِ إنعتاق
فالهيامُ بحُبِ العراق صَلاة
أعَزُّ وأسمى الهِبات.
يَزيدُ يَفيضُ الهوى، يَومَ كُنّا هُناكَ بأرضِ العراق
فَكَيفَ يَكونُ ألمَقامُ أذن، وَنَحنُ بأرضِ الشتات
ما أروَعَ حُب العراق.
*
مَن قال إنّا نُريدُ التقاسم
فَليس العراق فَريسة
وليسَ العراق مِن الحربِ بقايا مَغانم
لسنا نُريد افتراق
حُباً نعيش .. فَلَيسَ يُلِيق بِنا
وَلا بالعراقِ انشقاق
وَدمُنا، دَمٌّ واحِدٌ
زَكياً عَزيزاً، لأجلِ العراق.
*
هذا هو الإختِيار
فَتيٌّ مُكابِر وَصابِر
وَشَيخٌ جَليل أَنا، وَشاعِر
غَنّى وأنشَدَ وجالَ بِكلِ الحَواضِر
وَبَينَ القِفار…
كَي تطلع شمس وَيأتي نهار
لأجلِ بِلادي وَلِلفُقراء
وما جاءت الشمس، ولليومِ ما جاء ذاكَ النَهار
وَعِندَ الوداع صار اللقاء
صَدحت قصيدة بشد وغناء، لِعِنانِ السماء
ناءت بحزنٍ
تَهفو بِلوعة لأهلِ العراق وأرض العراق.
*
سَطوةٌ مِن عِنادٍ
أنِفٌ وَعَفيف
فاختَرتُ ألمُراد
القرار… المَصير…تَحَدٌي ألمَنايا
وَطَواويسُ وَأزلامٌ سَبايا.
أَكشِفُ الغد، وعارِف بِكلِ خَبايا الرَزايا وخُبث المرايا
ماهِيَةُ الدُنيا وَالصَعبُ يَسير…
*
هناك بَعيداً وَلستُ وَحيداً
أَعيشُ جَمال وَزهدَ أَلتَصَوّفِ
وغُربَة بِلونِ الحَياةِ قُبَيلَ ألسُباتِ
يَتوقُ إليَّ وَيَسألُ عَني
أبهى نَدامى وأنّبل وأشرف رفاق أُبآة
هنا في مُدنِ الدُنيا، وفي مُدنِ الله هُناكَ بعد المَمات
أوهُناك بأرض العراق.
أَمنَحُ لكلِ مَن لامَسوا إِقِتِرابيَّ
شيئاً مِن الصَلواتِ
كَقديس يَحتَويه حُب الإله
مِن سَحيق سِنين.
مِثل كاهِن عَتيق، خارِجٌ مِن طلاسم بابل
يَعلَمُ سرالتَقاتُل
وَأينَ ضياء أليَقين
وَأينَ ظلام المَتاه
وَسِرألأنيٌن.
فَصَبْرٌ جَمِيلٌ بطعمِ اللهفةِ يا وطني، وطابَ شذاك.
أصلّي لأجلِكَ ولِلّناسِ هُناكَ
مِن أعلى قِمةَ الأرضِ
لِيباركَ اللهُ ثراك.
فاضل صَبّار البياتي
شاعرٌ وفنان إذاعي ومسرحي وكاتب
السويد