28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

مخيف مسائي/ بقلم: بسما أمير

مخيف مسائي/ بقلم: بسما أمير

ــــــــــــــ

مخيفٌ مسائي

حين يأتيني وحيداً

لا أهلَ في ذمته ولا أصدقاء

تهتزُ الوحشة في رِئتي

وأغرقُ في جسدي المبلل بالشّحوب

كان عليّ أن أشبه وجهي

أن أفتح بابي لملامحي كي لا يختنق الهواء

في زحمة أنفاسي

أين عيناي الآن ؟

نسيتُهما عالقتين على زجاج نافذة

تشيّعان أخرَ الأغاني

وأين صوتي ؟

ابتلعتُه أغنيةٌ عابرة

لا شيءَ في خارجي

ينجدُني

قبوري سكنتها بداياتٌ

جعلت أقدامَ صدري تطاردني

وكأرقامِ المدنِ المغدورة في حرب تبعثرُني

إنّها رائحةُ الخيانةِ

في كعب مكاني

أنا الآن كألف امرأة منكوبة

ألملم أجزائي من طوابيرِ الجوع

والصداع

لن تجدوا في عرض بلادي

ممسحةً للحزنِ كقلبي

ذئابُ الأماكن منذ بدءِ الخليقةِ دون ضجيجٍ

تأكلُنا وتشبع

فلِمَ لا يضيق ثوبي ويعضّني حذائي

وأشيخ

أنا وليلي نشيخ معاً

نستطيل ونكبر كأنهار الخرائط

ومثلها تماما

نتدفق عجزاً وجفافاً

نمزّق ببرودةٍ وصمتٍ حدودَ الزمن

ونمسحُ ذاكرةً أرهقتنا

كنت أظنّ أنّ قصائدَ الحبّ وجهُ وطني

وجسدَه القصيدة

أين وجهُ بلادي منّي الآن ؟ وأين القصيدة

كثيرةٌ أنا بهذا الضّياع في ملامحِ أهلي

فكم ليل بهيم في بلادي

يشبهني في وحشته ؟!

وكم أهل لي في ذمته وأصدقاء

نتقاسم برد الأيّام وننام على ألم الرغيف

متى نرمي أعوام العزلة في بئر سحيقة

ونسترخي أنا وأنت

والتراب والشجر

وعلى أكتافنا نحملُ شمسنا

وهذا النهر الكبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.