مدينتي بنصف وجه/ بقلم: أكرم صالح الحسين

مدينتي بنصف وجه/ بقلم: أكرم صالح الحسين
ــــــــــــــ
مدينتي بنصف وجه
لا لسان لشغب العشق
ﻻ دموع تحفر القصائد أغنيات للفجر .
مدينتي !
طرقات نسيتها الإتجاهات
سماء مرتجفة
جدران كتيمة الشوق ،
أغلال مفاتيحها ضحكات مسافرة ،
وقبلات
على صدرها ينمو العوسج ،
يتطاول
نحو الشرفات الباردة .
مدينتي !
آخر الصبايا ،
حدودها ليال من الغربة ،
أناشيدها كؤوس بؤس مترعة حتى نهاية الغياب ،
وجهها أعشاش للحزن
وصدرها آخر مئذنة تعلمني الصلاة .
مدينتي !
آه يا أيتها العنيدة
وأنت تسابقين كل فصول عمري ،
ثورة الدخان في رئتي
وجداول مغمضة الجفون ، والدروب
ابنك الخائف أنا ؟
والغد يطحن بقايا حنجرتي
وتراتيل ياسمينك المنهك بالحروب ،
من يقنع أطفالك
أن العيد نسي وشاحه ،
أراجيحه ،
غزل البنات ،
حلوة الصباحات الباكرة ،
وتكبيرات الفرح ،
من يقنع الأمهات
أن الموج بكى الجثث الملقاة على شواطئ النجاة ؟
وأن تذاكر الهروب
ممهورة بعدم الرجوع ،
من يعيد الحكايات ، والوجوه
والدماء التي روت كل الدروب .
مدينتي !
يا زغاريد بردى ، وزهر الأقحوان
آخر النبوءات أنت ،
وآخر العناقيد
خذلوك يا صبية المدن
خذلوك يا شآم
خذلوك يا شآم…..؟