27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

مشاعر مستعملة / بقلم: سناء الداوود

مشاعر مستعملة

بقلم: سناء الداوود

ـــــــــــــــــــ

 

أمسكت السيدة الغريبة بجاكيت من الصوف الخفيف، بلون ربيع مذيّل بالثلج، قالت ليس لها سوق لونها فاتح، لكن سآخذها.

لم تدرِ أنها من أشياء أمي التي فضلتني عليها وقالت لي ارتديها أنت يا بنتي، أنت مدرّسة وتحتاجين تغيير لثيابك.

مررت السيدة بيديها على أكثر من قطعة تخص ابنتي حين كانت بالعاشرة حيث كان قلبي يرقص فرحاً بالسنتيمترات التي تزيد بطولها، بأنوثتها التي تتشكل كزهرة تفاح …

وبينما كانت تُقلّب، أمسكت قميصي الجميل، كان أول خرق لقواعدي في اللبس حينما اشتريته، قميصي الحلبي الجميل، بخط أحمر واضح وضوح الثقة. بهذا القميص بالذات وقفت أمام حبيبي المريض بكامل قوتي وأناقتي وحناني، أحنو عليه وأغمز علّه يلمس طرف أصبعي، أو يلاحظ جسدي الذي أمتلأ بغيابه.

قميصي الشاهد على صوته: أغلقي الباب أريد منك قُبلة.

صارت قبلات..

ونهضت مغادرة، وبقي القميص….

حتى وفا لي بدَينه، وجاء اليوم ليسدد دَيني.

قلّبت السيدة كل الثياب، قطعة قطعة، شعّرت تعلقي بهم، وقلبي يدق من الخوف، عسى تلك التجارة تفي بالغرض، وتسد الحاجة.

بعد. جدل بسيط؛ وقليل من الذل والرجاء، مع إغفالٍ كبير للتعلق الذي أنهره كطفل مدلل يصرخ خلفي.

كان قرارها، لا يمكن أن تدفع أكثر من خمسة عشر ألف..

قلت لها لا بأس وما باليد حيلة،

حملت المبلغ، ومررت بطريقي على البائع. وسددت ديني بعدما أضفت عيه مبلغاً بسيطاً، وانتهيت.

عدت مرتاحة، من ثقل الدّين: أو علّها راحة من ثقل الذكريات.

سناء ٢٠٢٢

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.