مَداد الرُّوح/ بقلم: جهان كور نعسان

مَداد الرُّوح/ بقلم: جهان كور نعسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشَرتُم كلَامِي عَرفْتُم غرَامِي
فهلَّا فهِمْتُم حكَايَا الأمَانِي
وَهلَّا عثَرْتُم علَى قلْبِ حُبِّي
حَزِينَآ سَعِيدَآ بِتِلكَ الْمَعَانِي
فَمِنْ وَحْيِ مَا عِشْتُ فِي خُلْدِ وَهْمِي
وَمِنْ لَحْظِ عَينٍ وَرمشٍ سبَانِي
يُداوِي وَيَشفِي سَقِيمَآ تَلَوَّى
مِنَ الْوجْدِ وَالسُّهْدِ حَتَّى رَثَانِي
وَمِنْ عِشْقِيَ الشَّمسَ وَالدِّفْءَ يهْمِي
لَذِيذَآ فَيُحْيِي فُؤَادَآ يُعانِي
إذَا مَا غيُومٌ وَمُزْنٌ تلَاقَتْ
تَهَادَى رَذَاذٌ فَمَاذَا دَهَانِي؟
تُرَى هَلْ سَرَتْ كُلُّ رَعشَاتِ مَا فِي
قُلُوبِ الْمُحِبِّينَ لِي فِي ثَوَانِي
تَمَنَّيْتُ لَو أسْعَفَتْنَا دِيَارٌ
وَجَادَتْ عَلَينَا بِكُوخٍ عساني
هو الَّليل يفْنَى سَرِيعَآ فَأَصْحُو
عَلَى وَخْذِ أشْواكِ هَجْرٍ رَحَانِي
وَيبقَى رَمَادَآ يَسُفُّ الْيَدينَ
وَيكْوِي بِأشْوَاقِنَا مَا حَبَانِي
نَسِينَا جُرُوحَ الْفُؤَادِ النَّدِيِّ
وَلَا زَالَ نَدْبٌ يُعَادِي لِسَانِي يُنَادِي تَذَكَّرْ نَزِيفَآ صَمُوتَآ
سَرَى أَسْلَغَ الَّلوْنِ سِرَّآ نَعَانِي
هُوَ الشِّعْرُ يَرْوِي رَبيعَآ تَلَاقَى
حَيِيَّآ شِتَاءً طَوِيلَآ نَفَانِي
أُنَاجِي وِصَالَآ أَثِيرَآ وَشمْسآ
تَغَافَتْ لَعَلِّي أُبَارِي عَنَانِي
لِنَكْتبْ لِنَرْتاحْ هَيَّا تَغَشَّى
عَلَى مَسْمَعِي جَامِحَآ كُنْ حِصَانِي
سَنَمْضِي مَعَآ جَنْيُنَا لُؤْلُؤٌ لَا
يُضَاهِيهِ غَيرُ الَّذِي مَا رَوَانِي
يَقِينَآ بِأنِّي أَنَا مَنْ هرمتُ
عَلَى سَرْجِ آمَالِ رام ٍثَنَانِي
نَأَى عَنْ وَدَاعِي سِنِينَآ تَتَالَتْ
مَرَامِيَّ فِيهَا تَعَافَتْ أَرَانِي
طُمُوحِي أَمَامِي سَأَمْضِي بِفَخْرٍ
كَفَانِي نُوَاحَآ وَنَدْبَآ كَفَانِي
سَأَنْجُو بِنَفْسِي شِرَاعِي قَصِيدِي
فُؤَادِي أَتَى مُقْبِلَآ مَا عَصَانِي
لِنُبْحِرْ جَمِيعَآ وَصَلْنَا رَسَوْنَا
عَلَى شَاطِئِ الرَّاحَةِ انْسَوا مَكَانِي
لِنَضْحَكْ قَلِيلَآ كَمِ اشْتَقْتُ بَعْضِي
وَلَاحَتْ أَمَامِي لَيَالِي زَمَانِي زَئِيرِي عَلَا فِي عَرِينِي قَوَافٍ
وَمَا نَفْعُ حَرْفِي وَصَيدِي بَنَانِي
عَمُوا عَنْ صُرَاخِي تُرَى هَلْ عَرَفْتُم
وُصُولِي إِلَيكُم لِمَاذَا دَعَانِي؟
هُنَا أَشْتَهِي مَا تَمَنَّى فِرَائِي
لَعَلِّي أُجَافِي حَدِيثَ الْغَوَانِي
وأحكي برفقٍ أميري تهيَّأْ
سَأَرْوِي حَكَايَا وَأَبْنِي الْمَبَانِي
عَلَى صَفْحَةِ الْعُمْرِ خَطَّتْ يَمِينِي
بِبَوْحٍ خَفِيٍّ بَقَايَا كَيَانِي
مَدَادِي يُغَذِّيهِ فجر وعطر
لِزَهْرٍ نَدَى الْحُبِّ يَوْمَآ سَقَانِي
جهان كور نعسان