مُجرَّد امرأَةٍ عاديّـة / بقلم: رغدا مريم

مُجرَّد امرأَةٍ عاديّـة
بقلم: رغدا مريم
__________
مُجرَّد امرأَةٍ عاديّـة
لا تَسـتطيعُ دراسَـة النّجوم
لكن تَعُدّ جميعَها كلّ ليلةٍ
تغيبُ و تَترُكُها وحِيدَة..
لا تعرِفُ كيفيَّة زراعَة الورد
لكنَّها تَسـرقُ واحدةً علىٰ الأَقل
لِتغرِسَـها علَىٰ عتَبتكَ
كلّ صَباح..
تُخطِئُ الإِتّجاهَاتِ كثيرًا
لكِن تَسـتطيعُ بدِقّة
تَحديد خُطوطِ الطُّولِ وَالعَرض
حَيثُما تَكُون..
تَحتارُ في تَركيبَتكَ الغَريبَة
فتنزَعُ مِن قَلبِها
و تُضيفُ إِلَيكَ الكَثير مِن الحُبّ
لتُصبِحَ أَكثرَ حَلاوَة..
تَنسـى قَواعِد اللُّغة، تَكسِـرِها
و في ذُروةِ السُّـكون
تَفتحُ لكَ ذِراعَيها
لتُشكّلا معًا تَنوينَ ضمّ أَبديّ..
امرأةٌ لا تُجِيدُ فِعلَ شَـيء
سِـوىٰ أَن تُفكِّرَ كَثيرًا
و تَحلُمَ بكَ كَثيرًا
ثُمّ تتَّكأَ علَىٰ كَتفِ طَيفِكَ لِتَستريح..
امرأةٌ لا تمَلّ الجَريَ خَلفك
لا تَجوعُ ولا تَتعَب
لكِنّها تَبكِي دومًا
علّها تُخفِّفُ وَطأَة الظّمَأ القَديم..
امرأةٌ حُرّةٌ مِن كلّ القُيود
عَالقةٌ، معكَ وَحدك
كَسُبابَة أمّ في كِفّ رَضيع
رُغمَ الهشَاشَة، يُثبّتُها الخُشُوع..
أنَا امرأةٌ جِدُّ عاديّة
لكنّي و لِفرطِ جُنُونِي بِك
أُدّعي أَنّي شَـاعِرة
و أُحاولُ أَن أَنتَقي مِن اللُّغة
مَا يَجعلُكَ رجُلًا اسـتِثنائِيّا..
#الـمَـريَـمِـيَّـة