نحن الذين ولدنا هنا/ ناديا رمال

نحن الذين ولدنا هنا
في كل بقاءنا
في كل رحيلنا
في كل مرًّة ينبض فيها القلب
وفي كل مرة أنت تتردَّد فيها
كما تقول الحروف الحارة
وألوان قمصان الحبر التي ترتديها
وبعدها لا شيء شبه واع
لتقوله وهذا أفضل
لم يعد من كلمه بعد
لقد فرغت من نداء الاسم الكاذب
المتنازل عنها
ومن شهوة شراء قلقه الأخرس
وعناءه الذي لا يفنى
لم تعد قادره
حتى على تسليه هذا الحب المريض
العاجز العصي
الذي سقط، سقط ميتاً
أمام شرفتها
مع راعيه البارد ورغبته المنهكة
ومع الفراغ الطويل الجنوني
المضطرب
ومع الألاف الأشياء التافهة
الأخرى
نحن الذين ولدنا هنا
ونحن الذين اختفت ابتسامتهم وهذا
أمرُ لا يغتفر الذي عشت فيه؟
لا أعرف ما الذي كان فيما لم يكن
وما كنته حينذاك مع أني لا أعرف
ما كان ذاك بالضبط هذا الناشئ الذي
أيقظني هزاً
الأجدر أن أموت
قبل أن أراه مجدداً
أعلم أنك ما زلت صغيراً ورقيقاً
انظر إلى نفسك
كيف أرى كآبة أعماقك
وجهك جسدك
انظر كيف أرى كيانك الضعيف
أصبح أسيراً ليلة إثر ليلة
في يد الليل الثامن
طوال الظلام
غير مدرك ما ينسج لك الغد
وأنت بانتظار
شمس ووردة وقبلة
ونجمة تذهب ونجمة تروح
أو بانتظار مرور عابر سبيل
قائلاً لك (مساء الخير)
هذا نصيبك هذا نصيبك
اذهب اذهب بعيداً
عن الباب الذي لن يفتح أبداً
من دون أن تغير اللغة
أسرع وألحق بهم قبل البداية
وبعد النهاية،
وكلاهما دائماً
الآن
إذا لم تبتعد كثيراً
إذا لم تبتعد كثيراً
وسأبقى انا هنا أو هناك
أو في أي مكان آخر
في مخيلتي
أحلم بك
أحلم دون أن اشعر
لأنَّني لا أريد حلمي بوجودك
يكفيني هذا الأمر.
ناديا رمال
شاعرة