27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

نوارسُ الصَّيفِ تودعنا/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

نوارسُ الصَّيفِ تودعنا/ بقلم: مرام عطية

___________

بكى الصَّيفُ الجميلُ  في حضني وهو يحملُ حقائبهُ المترعةَ بالمرحِ والمواعيد، ودِّعني البارحةَ بعينينِ منكسرتينِ وقامةٍ منحنيةٍ ، كأمٍ غادرها أبناؤها و تركوها وحيدةً  تمضعُ مرارةِ الذِّكرى وأوجاعِ النوى، ذرفَ على وجنتيَّ موجتين مكابرتين موجةَ دموعٍ وموجةَ حنين، وأخفى غصاتٍ محتقنةٍ في حلقهِ الشَّجري حين هجمَ الخريفُ برياحه الهوجاء ، يعصفُ بأوراقِ الشجرِ، فتطفرُ صفراءَ يابسةً على دروبِ الريفِ الطويلةِ ، وعبثتْ يداه بترتيبِ الطبيعةِ في سلالِ الثمر ، بعثرتْ باقات الزَّهرِ المرشوشةِ هنا وهناك بأصابعِ الإتقانِ والأناقةِ ، رحلت نوارسُ الفرح بعيداً . لا تحزن أيها الصيفُ البهيُّ فقد تأوجتَ الفصولَ جمالاً وبهجةً وتأرجتَ الشُّرفاتِ سمراً، و لا تطلْ في غيابكَ ، انتظرنا على التلةٍ الشرقيةِ القريبةِ ، واسكب علينا مطر حبِّكَ في اليبابِ ، ستحتفلُ كنائسُ الربيعُ بكَ ، وتبارككَ الشَّمسِ حين يعقدُ زهرُ اللوزُ فتكتسي السهولُ حلةً سندسيةً ، من قزحِ نافذتي سأنقشكَ أغنيةً مائيةً تنقيكَ من زؤوانِ القهرِ ورصاصِ الإهاناتِ التي ثقبتْ بللورَ فؤادي ، وأضمُّكَ لصدري رغمَ أوحالِ الغيابِ ، روحكَ السوسنيِّةُ ستعطرُ أطفالي، وتغمرهم بالتحنانِ في رحلةِ الدراسةِ الطويلةِ ، لن ننسى ونحن نتحلق مدافئنا نزهاتنا معك ، وحين يثورُ الشَّوقُ سنلقاكَ  في ثماركَ الشهيةِ المعتَّقَةِ في خوابينا ، والمقدَّدةِ على حبالِ الشَّمسِ الذهبيةِ غذاءً طيباً، ونضيف إليها برتقالَ الشتاءِ وكستناءة اللذيذةَ.

_________

مرام عطية

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.