27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

هاروت والعيد/ بقلم: ريم سليمان الخش

هاروت والعيد/ بقلم: ريم سليمان الخش

ــــــــــــــ

حب بدائي…
بدائيٌ شَراريٌّ هواكا
كصوّانٍ يولّعها احتكاكا
إذا احتدمت شَرارته فنارٌ
تُؤجج في شواءٍ لا يُحاكى
ولم تترك بغابتها جناحا
ولا وحشا ولا غصنا سواكا
***
سوى نبعٍ تفجرّه جحيمٌ
بأبخرةٍ يُصعّدها اشتراكا
بذرات الضباب صحا انتشاء
يُقيم على غشاوته اشتباكا
يبالغ في طقوس مائعاتٍ
بجوّ زاده الحرّ ارتباكا
***
وأصوات البداءة في انفعالٍ
كأنّ بها مساسا لا أباكا
تنفسها رحيقٌ مستبدّ
بنعناعٍ هنا حبقٍ هناكا
يلازمه بخارٌ شاعريّ
وعشق زاده الجوّ انتهاكا
***
بدائيٌ حضارته صخور
بذات الكهف أدمنت الحراكا
تؤرشفه أظافرها قصيدا
بأيقوناته حفرت مداكا
على جلدٍ وأمشاجٍ وعظمٍ
توثقه .تضاحك أم تباكى
***
ولم تأبه إذا لاقت خرابا
فِدا طقس تقدسه فداكا
حصىً إمّا تفتت الحشايا
على مدٍّ يُلاطمها اعتراكا
سديما من بقاياها كسحبٍ
تطوف على مسلّته ابتراكا
وقد زادت ضراوته اتقادا
حُبابَ العشق شكّلها ملاكا
***
معالمَ من صخورٍ شاهداتٍ
لقدحٍ واحتدامٍ في رباكا
ولم تدرِ: اشتعالٌ جاء سهوا
أم اختُلقَ اصطيادا فالشباكا
أتمضي في طواف سرمديّ
كصوفيّ لنشوته اصطفاكا
أيمكثُ في ذرى جبل مهيب
وقد حلّت بمهجته رؤاكا
وقد كشفت محبته امتدادا
إلى قبس تؤججه ذُراكا
***
وقد حُرقت حشاشته امتثالا
وزدت على توجعه انتهاكا
فما نار القداسة بانطفاء
ولا حلّت بنبعته سماكا !!
***
أتقفز والصخور على ارتفاع
إذا انزلقت ستهلكها احتكاكا
إذا انحرفت تُمزّقها انجرافا
وتركلها على نزفٍ حصاكا
***
فِدا حبٍ تشرب في ضلوعٍ
فلم ترضَ انزياحا وانفكاكا
فِدا حجرٍ شرارته قصيدا
مجازيا بوافره تشاكى
***
سيبقى مثل أحجية تراءت
بلا حلّ (حُلولا) في فضاكا
وكم ظلت تؤرشفه انتهاكا
وما رضيت حشاشتها سواكا ….
الرابط في بوابة العصر الحجري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.