هنا في هدوء الليل / بقلم: إدريس السراجي

هنا في هدوء الليل / بقلم: إدريس السراجي
ــــــــــــــــــــ
هنا في هدوء الليل،
بعيداً بعيداً .. حيث لا بشر،
تمر نسمة من النوع الذي يهز،
تقذف نفسها بكل ما فيها من سكينة وشجن،
تشعرك مباشرة باختلافها،لكنها مازالت تكتم الكثير …
تُرَى هل حملها النهر من أدغال أفريقيا؟!
هناك ،
حيث احتفلت قبيلة بصيد ما،
سوف تحكي لي عن قصة حب بين الصياد الشجاع وابنة زعيم القبيلة…
ربما أتت من الغرب،
حيث شيخ يناجي ربه بين كثبان الصحراء الكبرى،
ربما بكى كثيراً نيابة عنا،
بكى كثيراً فأعشبت الصحراء وأمطرت السماء …
قد تكون قادمة من الشمال،
من فرحة لاجئ وصل للتو من رحلة كان للنجاة والهلاك فيها نفس الاحتمال،
من سجوده على رمل الشاطئ الأوروبي،
من حنين بلاده التي سيظل يحبها وستظل تقهره …
أو ربما من الشرق،
غُصَّة ياسمينة تقاوم الذبول على أسوار حديقة دمشقية،
نخلة تعمرت كثيراً وتحفظ العراق -بضحكته ودموعه- عن ظهر قلب،
ريفية خسرت في الحرب كل شيء وما تزال تزرع البن في جبال اليمن …
إدريس السراجي