يسألني النرجسُ عن خطاكَ/ بقلم: مرام عطية

يسألني النرجسُ عن خطاكَ/ بقلم: مرام عطية
__________________
كلَّ مساءٍ يسألني النرجسُ المزروعُ على حِفافِ قريتي عنَ
خطاكَ الرهيفةِ ونوتاتِ صوتكَ المغموسةِ باللازورد، يذرفني وريقاتٍ وريقاتٍ، فيدمعُ الحنين على دروبِ اللقاءِ القمريةِ، يمضغُ اللوعةَ مع قطعِ الصبرِ، يتجرعُ غصصَ الوداعِ المرِّ، ويشكو فؤادي الغيابَ الثقيل، لا يجيب النجوى أينَ كان يختبئُ وحشُ النوى، يترجَّلُ الغيمُ كفارسٍ شهمٍ لإنقاذِ حسناءَ من الغرقِ يتسارعُ نبضهُ، يربِّتُ على كتفي، يمسحُ دموعي بمنديلهِ البنفسجيِّ، ويحملني حمامةً بيضاءَ إلى خمائلِ عينيك، ينقرُ على نافذتكَ الزرقاءِ، أهتفُ بهِ مهلاً، امنحني نسمةَ سكينةٍ.
يا بديعَ النخلِ نوارسُ الحياءِ من نخيلكَ تثنيني، فقبلَ أن أراكَ بموجتين أغرقُ، وقبيلَ أن أقطفَ من كرومكَ خصلتين أشهقُ، فهلا تكحَّلنَّ ليلي من وجهكَ بنجمتين، وتروينَّ حقلي من ثغركَ بغرفتين؛ لتحلقَّ فراشاتِ حبِّي في هضابكَ ثملى، تشربَ نخبَ الفرحِ، فلا تعودَ غزالاتي من سحائبكَ خائبةً كسيرةَ الجناحِ، وتذوبُ أحزاني في برتقالةِ البحرِ.
—-
مرام عطية