حقولي لا تعرفك/ بقلم: مرام عطية

حقولي لا تعرفك/ بقلم: مرام عطية
________
حين كُنتَ تغسلُ بالعطرِ أقدامَ القمرِ، وتسرِّحُ بالمطرِ شعرَ النُّجومِ، كان قلبي عشباً غادرَهُ الندى، وجافاهُ البريقُ في الخميلةِ، ينتظرُ قطراتٍ من مائكَ ليبللَ عطشَهُ، وزهرةً من روضكَ ليعجنَ قصائدَ الفرحِ للحزانى…
أيها الطاووسُ المخدوعُ، للجرحِ ذاكرةٌ لا تموت، لم تكن يوماً سحابةً لأحلامِي الصغيرةِ، أو مروحةً لقيظي الطويلِ.
لو مرَرتَ نسمةً عليلةً على جرحي ، لما قاسيتُ من الأوجاعِ ، أو احتضنتَ بقلبي غيمةً خصيبةً، لما غزتكَ جحافلُ الجرادِ الْيَوْمَ ، لو مددتَ يدَ السلام لبسمتي، أو أصغيتَ لدفءِ همستي ، لما التهمَ السرابُ تراتيلَ صوتي ، وما بكى الله نزفي ، ليتك لم تكن مقبرةً للحنانِ ، أو زنزانةً لعصافيري الجائعةِ للحريةِ ، قل لنوارسكَ الخريفيةِ أن تبحرَ بعيدا عن شطآني ، أو غرِّدْ خارجَ السِّربِ، دعني ألملمْ ما تبقى منِّي ، قتلتَ ألفَ نجمٍ في صدري ، سفحتَ ألفَ طفلةٍ في عينيَّ ، حقولي لا تعرفكَ ، ارتمِ خلفَ قطارِ الفصولِ ، بعيداً عن أشواكَكَ المسنونةِ ، صارَ جرحي شلالَ فرحٍ و ألوانَ عطاء ، و سريرُ عشتارَ الشاحبُ غدا سريراً بديعاً مطرَّزاً بالحبِّ
——-
مرام عطية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- عناق المكان والسرد في رواية ظلال الغياب/ بقلم: زياد جيوسي
- توثيق للحركة الثقافية الليبية في كتاب جديد/ فراس حج محمد
- إضاءة حول كتاب “سينما المهرجانات العالمية والعربية في عمَّان” /بقلم: زياد جيوسي
- تَجَلِّياتُ نهر / بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
- إضاءة حول رواية “عين التينة” للكاتب صافي صافي / فراس حج محمد