إلى متى …/ بقلم: العيطموس مختارية

إلى متى …/ بقلم: العيطموس مختارية
ــــــــــــــــــــــ
حياة قرف تتداولها الصحف يوميا على صفحات صفراء رخيصة هشة، يكتبها عقل مريض علته أعراض الناس ويتشمت فيهم عند الأزمات! من قال لك أن النصح والبحث عن الحقيقة يكون بتلك الأساليب المتسخة بضمائر دنستها الرغبات إلى الشهرة والانتشار؟
كرهنا كل الصباحات الصحفية من تحت أقلامكم غير الشريفة، لم تتركوا لنا وجها سليما نقابل به العالم، كل الأخبار صارت تشهير وفضائح وتسليط الأضواء على حثالة المجتمع فقط لجمع الكثير من المشاهدات.
لكن على من نعتب وعلى من نلوم؟
كل اللوم والعتاب علينا نحن من نسمع ونشاهد ونصمت كيف لا تمنعهم من تقديم مثل هذا المحتوى الرخيص إلى عقلك كيف لا تخاف على وقتك الثمين الذي يهدر في برامج وحصص غير النافعة؟ أخبرني متى آخر مرة قرأت عن إنجاز في هذه الأمة، أو عن أفراد نجحوا في أمر ما أو عن أفكار إيجابية تبعث بروحك السلام!
حان وقت الحقيقة التي يجب أن نقر بها جميعا كلنا مشاركون في تدني هذا المجال الواسع الذي يعتبر ركيزة مهمة لقيام أي أمة نحو النجاح ما دمنا تستهوينا أعراض الناس وفضائحهم وننتظر عند العناوين العريضة التي تكتب قبلها شاهد قبل الحذف ونشتري أخبارا لا نفع منها غير أننا نصب في ميزان سيئاتنا الآلاف من الآثام لن نصل إلى سلام أبدا.
ألهذه الدرجة أصبحنا شعوبا ساذجة نقبل أي برنامج وأي موضوع وأي خبر؟ أين حرمة العقول أين؟ أين النصح باللين؟ أين الخلق الكريم في حفظ أمانات الناس؟ والله أنه لآخر الزمان، لكن أعيد قولها لن يغير الله ما بنا من سوء حتى نغير ما بأنفسنا،
فإلى متى سنبقى عبيد الوسائل الإعلامية التي تبيعنا وتشترينا، فلنكن أسياد عقولنا ونعترض عند كل تفاهة مهما كانت، فكروا بالله عليكم قد بلغ السيل الزبى وأنتم لا تحسوا على عمق الهاوية التي سنسقط فيها.
علينا ألا نشتري أخبارا صفراء وألا تسلط الضوء على التفاهة كي لا تتفاقم بحجم الأمور المهمة وعلينا أن نراجع ميزان الربح من التسوق الصحفي، كم ربحنا وكم خسرنا فنحن منذ دهر لم ننجح، أيعقل هذا؟
كل أخبارنا عن الاغتصاب والسرقة والابتزاز والإرهاب والخطف والقتل ورقصة الواي الواي وملكة الجمال وشمسو الداعية البهلوان، والله لا أصدق أن الصحافة لها وجه قبيح جدًا كهذا …
ف إلى متى نرضى بهذا ……؟
……العيطموس مختارية…….