28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

من رغوة الطين/ بقلم: عبد الحميد الرجوي

من رغوة الطين/ بقلم: عبد الحميد الرجوي

………..

مِن رَغوَةِ الطينِ ، و الصَلصَالُ يَستَعِرُ
و لحظَةُ النَفْخِ ــ رَغمَ الطَلْقِ ــ تَنتَظِرُ

و بي يُخَاتِلُ في تَشكيلِهِ وَجَعٌ
غَضُّ المَلامحِ ، لا يُبقي ولا يَذَرُ

أَكادُ في حَشرَجَاتِ المَاءِ أَلمَحُني
و شَهقَةُ الحَمَأِ المَسنُونِ تَنْحَسِرُ

فَما لهذي الرُّؤَى الخَرسَاءِ تُومِىءُ لي
و لمْ أَزَلْ في أَكُفِّ الـنَّـقْـعِ أَنعَصِرُ !؟

عَلى يَدِ المُنتَهَى أَلقَيتُ فَاتِحَتي
خَجْلَى ، وفي شَفَتَيها يُذبَحُ الوَطَرُ

تَـعِـبـتُ مِـنّي ، ولا أدري لأيِّ مـدَى
هُنا يُحاصِرُني في ثُـقْـبِـهِ الـقَـدَرُ ؟

و أيُّ هذي الأمـانـي تَشرَئِبُ مَعي !؟
و أيـُّهـا في دَمـي يَـغـتـالُـهـا الـسـفَـرُ !؟

مَتى ؟ وفي تُرَّهاتِ النفسِ أَلْـفُ مَتى
تَكادُ في فَمِها الـمَـصـلـوبِ تَـنـتَـحِـرُ

تُـسِـرُّ في أُذُنِ اللاشَيءِ ، تَـقـذِفُ بي
و ليسَ إلا الصدَا المَـكلـومُ يَعـتَـذِرُ

أَنُـوءُ بي ، و كأني لا أُطيقُ هُنا
نَفسي ، و كيف لمَيْتٍ يُقتَفَى أَثَرُ ؟

إِلامَ يَأْسَنُ مَاءُ الحَظِّ في سُحُبي
و في فَمي ظَمَأٌ يَقتادُهُ الكَدَرُ ؟

كـأن نَـاقَـةَ حَـظّـي كلّما خَـرَجَـتْ
لِـتُـورِدَ الـمـاءَ ، قـالَ الحَظُّ : تَـنـعَـقـِرُ

……………………

عبد الحميد الرجوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.