جلال طالباني .. 60 عاماً من جبال كردستان إلى قصر السلام


جلال طالباني .. 60 عاماً من جبال كردستان إلى قصر السلام
بيروت ـ يتناول كتاب “مذكرات الرئيس جلال طالباني” – وهو في مضمونه حصيلة نضال سياسي لما يزيد على نصف قرن، لشخصية قيادية كردية كبيرة ومثيرة للجدل، تركت بصمات واضحة على مسيرة النضال التحرري المعاصر للشعب الكردي من أجل الحرية، وأسهمت في حل قضية سياسية وقومية شائكة شغلت المنطقة والعالم لعقود طويلة.
إن مذكرات القائد والرمز الكبير الرئيس جلال طالباني، توثق لمرحلة عصيبة من مراحل النضال القومي من الضروري التعرف إليها وسبر أغوارها والتحقيق فيها، وبالأخص بالنسبة للجيل الكردي الجديد واللاحق ليكونوا على دراية بمن صنع تاريخهم ومن كافح لأجلهم، ومن عانى في جبال كردستان ووديانها ليخوض النضال المسلح ضد الأنظمة الدكتاتورية، جنباً إلى جنب مع النضال الدبلوماسي في الخارج، لكسب الأصدقاء والمناصرين لثورة الشعب الكردي.
هذا النضال الذي قاد صاحبه من تكية صغيرة في بلدة مغمورة إلى تقلد أعلى المناصب القيادية في العراق الجديد ليكون أول كردي في تاريخ شعبه يتولى منصب رئيس جمهورية العراق.

.middle-east-online
يسرد الكتاب – الذي جاء في 574 صفحة بترجمة شيرزاد شيخاني – مواقف طالباني من أزمات عصره وأدواره خلال ستين عاماً كمناضل كردي بدأ من جبال كردستان وانتهى إلى قصر السلام. لذلك فإن هذا الكتاب لا غنى عنه للباحث الأكاديمي أو المثقف الكردي، بل حتى لعامة الشعب الذي خُدع لسنوات طوال بأدوار مزيفة لبعض قادته.
“مذكرات الرئيس جلال طالباني” كتاب جديد يصدر باللغة العربية عن “الدار العربية للعلوم ناشرون، 2018” من المحتمل أن يثير نفس الضجة التي أثارها حين نشر باللغة الكردية، لأن طالباني لم يكتفِ بتوثيق التاريخ النضالي للشعب الكردي فحسب، بل تطرق إلى كثير من وقائع وأحداث العراق التي رافقها خلال مسيرته النضالية. ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي سيثري المكتبة الكردية والعربية بوثيقة تاريخية كبرى ستثير لوقت طويل الجدل.
يبقى أن نشير إلى أن هذا الكتاب ليس مجرد لقاء صحفي مطول أجري مع جلال طالباني ليروي فيه ذكرياته عن الأحداث التي عايشها، بل هو في الحقيقة مذكراته التي أملاها على صلاح رشيد والذي صاغها بدوره على شكل حوار مطول وبأمانة من دون التلاعب بمضامينها أو تغيير مقاصدها والجديد فيه هو أن جلال طالباني روى تلك الأحداث كما هي ولم يسبق أن تحدث بها لأحد في وقت سابق.
نقلا من middle-east-online