27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

صراخ الصمت/ بقلم: ياسمين عامر

 

 

 

 

صراخ الصمت

بقلم: ياسمين عامر

* * *

صمت رهيب يصارع أجواء الملل واليأس.. والرعب يدب في القلوب الخوف والقلق.. الرياح عصفت الأرواح وقصفتها.. يا له من برد قارس يشكو الصمت.. ذلك الصمت فضل الصمت بدلا عن قول الحقيقة.. فضل الكذب والخيانة.. فضل الزيف والخداع.. وأخفى الحقيقة بين طياته.. داخل الصمت الراهن..

والليل.. هو ذلك الليل المهرول.. المذبوح فوق هضاب النهار.. الذي تعرفه جميع الوجوه.. يتقوقع في الصمت ذاته.. وعيناه يملؤهما الرعب.. ونظراته تحملق في صوت وعويل وألم الصمت.. يا له من صمت طويل قاس!

كان الليل منتظرا.. ينتظر صراخ الصمت الذي رفض الكشف عن الحقيقة.. واستسلم لليأس.. عاش أعوامًا طويلةً وهو يرفض التكلم.. ويرفض حتى الهمس.. بقي منتظرًا ينتظر تلك الشمعة المنيرة داخل ظلمته ووحشته.. والهواجس المتطايرة التي تحيطه وتحيط الصمت الأليم.. الذي يبعث بالغضب والبغض في النفوس البشرية..

يعود إلى الصمت وقد وصل نهايته.. بعد سنوات حزينة.. وهو على وشك الصراخ.. فما عاد يقدر أن يحتمل القهر الذي يملأ صدره.. والليل ما زال ينتظر وقد أدرك أن نهاية الصمت قريبة.. فتنهدت القشعريرة في قلبه.. وكسى الحزن وجهه وكيانه.. وبعد لحظات وقف الليل لينصت.. ويسمع ما أراد سماعه منذ دهر..

وها قد وصل الصمت حده.. فجأة همس وتكلم.. فنطق ثم صرخ.. ثمّ بكى.. تألم وتعذب.. وأخيرًا عاد لطبيعته.. وعاد ينعم بصمته.. ويتمتع بثواني الصمت التي تهذي في الأحداق.. والليل حائر وما زال..

ثم نظر إلى الصمت الذي قبل لحظات استغاث بالصراخ.. ووقف يقول: هذا هو صراخ الصمت الذي انتظرته طويلا.. نعم.. فقد صرخ الصمت..

 

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.