علمني الغياب/ بقلم: آمال محمود

علمني الغياب/ بقلم: آمال محمود
ـــــــــــــــــــــــــــــ
علمني الغياب …
كيفية ابتلاع النار
نعم هذا ما كنت أفعله على مدار الذكريات
كلما قفزت من بين أضلعي ذكرى
أسرعت وأوقدت النار في جنباتها
ورحت أرمي فيها دموعي المتحطبة
فتندلع أكثر وأكثر
هكذا حتى تبتلع كل ما حولي
وقبل أن تخمد من تلقاء حسرتها علي
أسارع وأتشبث بألسنتها الحارقة
أشدها إلي بعزيمة ألف عاشقة مغلوب على صبرها
أحشوها في فمي
في صدري
في خلاياي
في عيني المطفأتين
وبين فراغات أصابعي
وحينما كنت أفرغ من التهامها
أسقط
كشهاب صغير تخلى عنه الفضاء
في لحظة غضب كوني
ليرتطم بأرض متشققة النوايا
أتوقد
أشتعل
ثم أخبو شيئا فشيئا
إلى أن أستحيل لامرأة متجمرة
أغمض عيني نصف إغماضة
كي لا يلمح أحدهم نظراتي المتوهجة
أحاول أن أبقى هادئة لأطول فترة ممكنة
وبينما أنا عالقة في أعقاب الحريق
تستفيق ذكرى أخرى
تكسر أضلعي
تشق صدري
تستهزأ بصمتي
تعلن عصيانها على جسدي المتعب
تحبو
تكبر
تتفاقم
تتفجر
تتشظى إلى فتاتات صغيرة
تتهامس فيما بينها:
جسدك هزيل ..
لا يقوى على نكرانه!
آمال محمود