يا خسارة نسي/ بقلم: مها عفاني

يا خسارة نسي/ بقلم: مها عفاني
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لم تتفق الطريق يوما مع خطوات جامحٍ طموح، كانت تخذله في كل مرة وتُحَول المسار إلى حيث لا يدري
إلى مكان لم يعشق خلا ممن أحب، ورائحة المكان لم تملك فصيلة العطر العالق على ياقته قبل الغروب، عندما حل الرحيل،
هل البحث عن طريق آخر ينقذ خطواته،
كيف؟!
وكل الطرق المؤدية إلى ما يتمنى، يغلقها الحظ بإطارت من نار وكأنه ذاهب لمهمة انتحارية،
بل ما ذهب إليه أصعب وأكثر مرارة …
أمانيه مستحيلة، ولكنها حياة …
أمانيه عذبة، ولكنها صعبة الحدوث، فقد تنبأت بها قارئة الحظ عندما التقت به ذات صباح،
وقالت له طريقك مسدودٌ يا …. حبيبي
لعن حظه والساعة التي شرب قهوته مع الغريبة،
وعاد أدراجه إلى نفس الأماكن، وجدها كما هي
تفيض برائحة الشوق والحنين،
لم تتغير ولكنه نظر إلى سماءٍ تغطي أرضا غير أرضه،
ابتلع ريقه بعدما مزقت ذراعيه عناقاتٍ حبيبة،
ومضى إلى ذاك الباب وهم بِطرقهِ وهو يبتسم ابتسامه عريضة، وريقه معسول يتوق لتقبيل من وراء الباب المغلق
ولكنه نسي… نسي المفتاح
وعاد يلعن حظه ومشى بخطوات مكسورة، مارّاً بقهوة عتيقة تعلو فيها صوت نجاة: ارجع إليَّ فبعدك لا عقد أعلقه ولا لمست عطوري في أوانيها،
أيها الغبي ما زال المفتاح تحت عتبة الباب!
مها عفاني
الأردن