27 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لم أقبض ثمن القصيدة السابقة/ بقلم: إبراهيم مالك

 

 

 

 

 

لم أقبض ثمن القصيدة السابقة

بقلم: إبراهيم مالك

________

لم أقبض ثمن القصيدة السابقة

لا أَكتبُ في السّر،
أَكتبُ في العَلَن
وَ أَمشي في العَلن،
مَا هَمّني يَوما
إن تَمّ اغتِيَالي
أو تَم سَجني،
وَ ضَربي
وَ اعتقالي بِجُرمِ القَلم

لا أُعاقبُ المُفردات السّلِسَة
التي تَأتي دُون مُقدّمات
لِتَنفضَ الغُبَارَ عَن وَجه الحَاكم
و تُزِيحَهُ قَليلا عَن عَرش العَالم

أَرتكبُ الحَمَاقات طَوِيلا
كَأن أَكشفَ لِصّا
بَغَى عَلى الشّعب
وَ رَبَطَ أَعنَاقَهُ بِحِبَال الجِزَم

أَرتكبُ جَريمة الشّعر
مُنذُ أَوّل زَلّةٍ لِلخليفة
وَ أول سَقطةٍ لِنساء الخليفة
و مُنذ نُعومةِ أول نَهدٍ
إستغلّته حَاشِيته،
فأُعيدَ اللّصوص الى سُجونهم
و النّهود الى نُفورها،
و نُنَادِي مَعا
يَسقط الخليفة،
و نِساء الخليفة!

كَتَبتُ نُصُوصا عَديدة
و رَسَمتُ صُورا عديدة
لِوجه الوطن،
لكن كُل كَلمة
و كل رَسمةٍ
كَانت تَأخذني الى المِقصَلة!
***
فِي الليلة المَاضية
هاجموني في سَريري
و انتَهَكُوا حُرُمَاتي
صَادَروا أَجهِزَتي و مُمتَلكَاتي،
ضَربِوني بِنَعلهم
و أَحرَقُوا أَوراقي و أَدَوَاتي

أَصرخُ بَأعلى صَوتي
و بَراءتي
لا أَحد يَسمعُني الآن
لا أحد يُصدّقُ أَنّني
لم أَقبِض ثَمَنَ قَصيدةٍ سَابقة
و لم أَقبض ثمن القَصيدة المَاضية

-مُكبّلا بِحُروفه
وِ آهاته،
كان يَصرخُ لِوَحدِه
شَاعرٌ في مُواجَهةِ مُخَابَرات الخَليفة-!!

إبراهيم مالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.