28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

في عينيها …. حزمُ النورِ/ بقلم: مرام عطية

 

 

 

 

 

في عينيها …. حزمُ النورِ/ بقلم: مرام عطية

__________________

مليكتي السمراء بغيابكِ الأليمِ

أنا خميلةٌ بلا عطرٍ

ربيعٌ بلا أشجارٍ ونهرٌ جفَّ ماؤهُ

حين عزمتِ على السفرِ

غيَّر الوقت طقوسَهُ الآبية المقدسةَ

نسي ضحكتهُ الليلكيةَ على ضفافِ الأمسياتِ العذبةِ

وخلعَ قميصه الأزرقَ الأنيقَ

غابتْ مركبتهُ الفارهةً الجمالِ بين تلالِ الخريفِ

لصوصُ الوحشةِ سرقوا سنابلَه الثريةُ الحبورِ

اعذريهِ يا قرنفلتي البيضاء

غدا الزمنُ يتيماً مشرداً بلا صدركِ الدافئ

*

أميرتي

شهدُ الصباحاتِ صارَ مرَّاً في فمي

كضياعِ الأمانِ من عيني طفلةٍ

ارتدى معطفا خشناً

وضع عباءةً خشبيةً على رأسه

وجلس في عربة مكسورة يقودها فلاحٌ فقيرٌ

فقدَ توازنهُ إثر إصابتهِ بعلةِ الشَّوقِ

لم تنفع معه أدويةُ الجلدِ والأمانِ

تراهُ متعثر الخطا في خفَّيهِ أشواكٌ كالإبرِ

كأنه عجوزٌ يتوكأ على عصاهُ

ليصل إلى بيتهِ بلا عيشٍ

يبعد عنه شبحَ الجوع

وبلا كأسِ ماء يطفئ ظمأهُ الطويلَ

*

خبرتهُ البارحةَ ماراثونياً يسابقُ أجنحةَ العصافيرِ

يراقصُ بحبورٍ أحلامَ الفراشاتِ

لا أدري كيفَ اليومَ سرى فيه العجزُ

ورستْ مراكبهُ النتنةُ الوطءِ في عظامي!؟

لله! كيفَ أبعده عن ضلوعي

وغيابكِ الثقيلُ كسرَ قواريرَ أمنياته المعطرةَ!؟

كيفَ أعيدُ له أراجيحَ الطفولة وقطارَ الألعابِ!؟

أو كيفَ ألبسهُ شالَ الحرير ِ المطرزَ باللهفةِ!؟

كيفَ أكحلُّهُ بهمساتِ سهيلِ للعذارى!؟

وبين يديكِ المسافرتين حزمُ النورِ

وفي عينيكَ الغارقتين بالرحيلِ مفاتيحُ الألقِ

_____________

مرام عطية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.