28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

مراكب ورق/ بقلم: د. محمد ضباشه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مراكب ورق

بقلم: د. محمد ضباشه

ــــــــــــــــــــــــــ

هكذا أصبحنا مراكب ورق ملقاة على سطح ماء جارف في بحر الحياة تجرفنا أمواجه إلى شواطئ لا تقوى على إنقاذ ما تبقى منا من الغرق، وظل حالنا يبكي على ليلاه ويتضرع إلى الله سبحانه وتعالى للخلاص إما من تلك المراكب الواهية أو من الرياح العاتية التي تطيح بها هلاكا ودمارا وفناء.

والشاهد أن الضعف العربي يسلك كل يوم من السبل ما يقوى ضعفه ويخر عزيمته وقوته وينحر ما تبقى له من كرامة على مذابح الصمت والخنوع والشجب والإدانة وكأنه خلق لسان يثرثر فقط مشلول الإرادة والعزيمة لا يستطيع أن يصنع لنفسه مراكب من فولاذ تقوى على حمله وتنجيه من  الأهوال التي يتعرض لها في رحلة الحياة  ، والعالم من حوله قد صنع لنفسه من التكتلات الاقتصادية والعسكرية والفكرية ما جعله يتحكم في العالم الثالث من الضعفاء أمثالنا الذين نتباهى بحضارات الماضي وأننا علمنا العالم كله وإنتاجنا العلمي و الفني والأدبي له الفضل على البشرية جمعاء في التقدم والنمو والازدهار.

وإذا كان أجدادنا القدماء تركوا لنا ما يجعلنا قوة على ظهر الأرض وبنوا حضارات شهد لها العالم من أقصاه إلى أقصاه فهل نحن أولادهم وأحفادهم أضفنا شيء يذكر أم فرطنا في الأرض والعرض حتى أصبح حالنا لا يرثى له.

وإذا أردنا أن نشخص الضعف العربي نجد أنه إذا تغلبت الأنا على نحن وفقدنا القدرة على الاعتصام والوحدة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم -واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا……   وكثرة الأعلام والأوهام والأحلام دون قدرة أو تضامن وترابط فلا عجب أن نكون مراكب ورق وصيد ثمين لعدو يتربص بنا لا دين له ولا أخلاق ولا رادع له إلا القوة فما يؤخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة والساكت عن الحق شيطان أخرس ويد الله مع الجماعة، اتحدوا جزاكم الله خيرا واضربوا أعناق أعدائكم ضربة رجل واحد وحرروا الأراضي العربية التي باتت تصرخ منذ أكثر من نصف قرن مضى ونحن نيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.