روح معلقة بالغد/ بقلم: أحمد السلايطة

روح معلقة بالغد/ بقلم: أحمد السلايطة
ــــــــــــــــــــ
كيف سيمضي بين أسلاك هذا العمر بقلبٍ أعرج، يقف على آخر المُنعطف ويتساءل عن أولئك الذين يكنسونَ غبار الخيبات ، يتساءل عن الصمت الذي يحمل ذئبًا في داخلهِ ، عن هذا العالم الذي أصبح يلوك كل شيءٍ ، الأعمدة أصبحت وحيدة بلا فراش ولا خفاش ، الأرصفة تشكوا قلة القلوب النظيفة ، لا حمامة تحمل رسالةً بل أصبحت من كثرة السوء غُرابًا ، يُصادف “مساء الخير” وحيدةً على قارعة الطريق ، يرتدونَ وجوهًا مقلوبة ،وأقنعةٌ تسقط تباعًا ، ينفض ذاكرتهُ فيسقط عليه ندم العمر ، يشطر وجههُ نصفين كي لا يَتَعثر بهِ ، يمشي وهو يَعّدُ بالخسائر التي طحنتها الأيام في رحاها ، يقف على الجسر ويقرأ على نفسهِ رسائل من كانوا هُنا قبل الانتحار ، يأكُلُ أصابعهُ ندمًا على عمرًا لو أدخره لقايض به على دقائق للجلوس مع قلوب تُمطرُ صدقًا ،يعبرُ ولا ينتظرهُ أحد ، تَخونهُ قدماهُ وهو في متقبل عُمرِهِ ، يجلسُ على بُعد خُطى من قلبه ثم يقول :
المسافة بيني وبين البشر ماهي إلا نجوى من الأعوام اللئيمة
والمسافة بيني وبين القمر تُبرهن أن عُكازي من نور
والمسافة بيني وبين الوطن تلعب دور غجرية ترقصُ على أعتاب الزمن
والمسافة بيني وبين الماضي ما هو إلا حياتي المثقوبة.
ثم يَتعثرُ بوجههِ عند أول حفرة ويديهِ في صقيع الوجع
يلتفت للوراء بذاكرة معطوبة، ترسم دربًا ترابيًا ويقول: أخجلُ من وجهِ قلبي بعد كل نزالٌ مع ذاتي ……..