كَسَح، جَاحد، تَلاشٍ/ بقلم: مريم بغيبغ

كَسَح، جَاحد، تَلاشٍ/ بقلم: مريم بغيبغ
ـــــــــــــــــــــــــ
كَسَح
جَثتْ الطِّفلة العليلةُ على ركبتيْها…تتأمَّل السَّماء من خلفِ زجاجِ نافذة غُرفتها… تتَحرَّى ظُهور قَوس قُزح…قَبل أنْ تُصاب بعمى الألْوان.
جَاحد
أَشعلتْ أصابع يديها العشرة شمعًا، ومازال يناديها بالسوداء.
ألهبتْ أصابع قدميها بالرَّقص، حتّى تَصاعدت مع الدُّخان، في السَّماء تشكَّلت على هيئةِ غيمةٍ بيضاء شحيحة…يَنتفض من شِدّة القيظ ، يترجَّاها أن تُمطر.
تَلاشٍ
نَظر إلى ظلِّه الرَّاقص على حَائط زِنزانتِه الانفرَاديّة وقال لَه: كم أنتَ وحِيد.
ردَّ عليه: وكم أنتَ بعِيد.
يتقدَّم نَحوَه…يتعَاظم الظِّل…يَزدَاد حَجمًا وهيبَةً، وقَبل أن يَصل إليه يَنقطِع الضَّوء … ثُم لَا أثَر لهُما في الظَّلام.
مريم بغيبغ \ الجزائر