28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

بحثٌ في الخَلْوة / بقلم: عطا الله شاهين

بحثٌ في الخَلْوة

بقلم: عطا الله شاهين

ــــــــــــــــــــــــــ

 تائهة في مملكة الرّبّ

متكهنة لوتْ روحها صديقاتها..

المتغطّيات بمعاطف ذات سُحب متناثرة..

يا للعجب لم تطهّر كرْبها الأنهار العذبة..

ولا السحب المُشبعة بالمزنِ والمطر الساخن ..

الكون طاقة تأوي المجرات

الروح بيداء هجرتها الأغواط

الأجرام لوحات بلا عتمة ولا ثقوب سوداء..

هي هكذا تتوه في الغسق من الصبوة..

الحُبُّ لعبة التابوهات في رغبة العتمة..

يا عتمة دامسة..

 يا أحزان الاغتراب السمائي

من يسأل عنك في هذا زمن عجيب؟

روحها تخرّ من كوة السماء

لا أحد يرن على موبايلها الذكي الملقى على أريكة ممزقة منذ زمن..

تسقط عليها الخَلْوة من كل الأكوان الكفيفة..

هل للآيات كلام يحاكي سغبها الأزلي ؟

أم أن النصيب ليس سوى تكهنات

تختلقها الاشباح والشياطين العدوانية..

هل هي اهلة بدودٍ يقتات أحشائها؛

أو أن بدنها المتهدل جزيرة تركها القديسين؛

وغرقتْ من تسونامي زلزال،

فعرضت المدنفات شعرهن للهواء

كيف تشفى روحها من الحيّز الغريب..

والأمد أسطورة أو خزعبلة بحبكة معقدة.

كيف تتغطى بلباس قطّعته العاصفة

متسولة خجولة ترفع رأسها للمحيط

والمحيط تركته بواخر الولهين

والرياح قتام وعصافير هالكة

والمدى تحبسه الصبوة

منزوية لدرجة وحشة قاتلة

تمشي ويشيعها القتام والهواء

كل الأمد عتمة حتى نهاية الكون

السماء معتمة مثل أرواح السّفّاحين

يأتي المساكين بمفردهم رافعين ظلالهم..

كي لا تكتشف أرواحهم الصافية

تحت كرباج السارقين ورماح الغدّارين..

أما زال القمر قاعدا في مملكته

أم أنهن ستروه بألبسة تشبه الزقتة

عملوا مطرا يسقط كعلقم جائر

فتتوا جوانبها

قتلوا أحصنتها الشاعرية بمطر بارد لا يجف

أقفلوا جميع الطرق

من جميع جهاتها

بدّلوا الجهات اضطرابا

حتى البُعد ما رجع سوى

تراب وخداع…

لذيذة كالعسل

تنظر عليهن من فتحة الروح

جاءت منزوية مثل ناسكة

لابسة رداء العذابات المتوحشة..

ستفني هكذا منزوية كل المعصيات..

ليس للعتمة روح…

تخطو بمفردها إلى الخلوة الغادرة

منزوية عن صديقاتها ..

وتغوص في صمتها

 على هذا الغرباك الأبدي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.