” كُورُونِيات” أَذنابُ اللَّيلِ الموصول/ بقلم: مهدي غلاّب

” كُورُونِيات” أَذنابُ اللَّيلِ الموصول/ بقلم: مهدي غلاّب
ــــــــــــــــــــ
تَتَرَاقَصُ الأَذنَابُ فِي فَلَذَاتِنَا
جَشَعًا فَمَنْ يَمضِي بِنَا لِنَجَاتِنَا؟
مِنْ فِعلِ جَائِحَةٍ تَزِيدُ مَشَقَّةً
تَتَسَابَقُ الأَزَمَاتُ فِي أَزَمَاتِنَا
وَاللَّيلُ يَلحَقُهُ النَّهَارُ مُسَجِّلاً
فَقْدًا تَتَالَى عَاصِفًا بِحَيَاتِنَا
وَلَقَدْ خَرَجتُ مِنَ النَّوَافِذِ كُلِّهَا
رَأسِي بِهَا وَالجِسمُ فِي مَأسَاتِنَا
عِندَ الشَّرَارَةِ شَوكَتِي مُتَأَبِّطٌ
بِالحُبِّ أُهدِي العِلمَ مِنْ كَلِمَاتِنَا
قَدَرِي أُلاَزِمُ غُرفَتِي مُتَجَهِّمًا
أَهْجُو الوَبَاءَ مُشَهِّرًا بِسُبَاتِنَا
بِالحَجْرِ تَحتَلُّ الكُرُونَا فَصلَنَا
فَنَظَلُّ نَستَدعِي السَّمَا بِفَلاَتِنَا
وَهُنَا الكِتَابُ عَلَى الأَرِيكَةِ شَاهِدٌ
كَي لاَ نَعُدَّ كُسَاتَنَا كَعُرَاتِنَا
أَرْنُو لِكُلِّ كَبِيرَةٍ وَصَغِيرَةٍ
وَبِذَا أُزَاوِجُ طِبَّنَا بِصَلاَتِنَا
إِنَّا وَإِنَّا، إِنَّنَا قِيثَارَةٌ
عَزَفَتْ مَقَاطِعَهَا سُدًى بِذَوَاتِنَا
وَيَبِيتُ كُلُّ مُصَارِعٍ فِي بُؤرَةٍ
يُهدِي العَزَاءَ مُشَكِّكًا بِنَجَاتِنَا
أُلقِي بِمَنزِلَةِ الزَّمَانِ وَأَشتَكِي
مِنْ بُعدِهَا المُعْتَادِ عَنْ هَزَّاتِنَا
وَأُتِمُّ فِي القَفَصِ الكَبِيرِ رِسَالَتِي
فَتَسِيرُ مُكرَهَةً إِلَى عَتَبَاتِنَا
تُهنَا أَمَامَ الأَطلَسِيِّ وَخَلفَهُ
وَالسَّانُ يَقْرُنُ نِيلَنَا بِفُرَاتِنَا
ثُمَّ اِستَفَاقَ الشِّعرُ يَنشُدُ عَالَمًا
وَيُقُودُ صَدرًا تَاهَ فِي خَلَوَاتِنَا
لَمَّا اِنتَهَيتُ مِنَ الكِتَابَةِ، عِندَهَا
شَطَحَ الخُطَافُ وَحَامَ فِي جَنَّاتِنَا.
مهدي غلاّب
باريس – 20 مارس 2020