هذيان الظهيرة17/ بقلم: مجد الرسام

هذيان الظهيرة17/ بقلم: مجد الرسام
………..
هذيانُ الظهيرة ( ١٧ ) .
أتوقفُ كثيراً هذهِ الأيام أمامَ نافذتي ، وكأنني أُفسح الطريق لِعُبُور الأيام . أتعمدُ تَفوِّيت الفُرص ، حتى لا أُفقد صداقة الإنتظار .
وجهي للموت ، وظهري للحياة ، مثلَ سُور ِ مقبرة .
أنصُّبُ الفِخَاخ لنفسي بالحُروف ِ ، وانتظرني .
في هذه العُزلة وبالتدريج تعلمتُ أسلوب الأشجار في مقاومةِ الحياة نعم ( الإنحناء ) ، الإنحناء الذي لا تَعُّدُهُ الأغصان هزيمة ، ولا تَحتسِبُهُ الريحُ انتصاراً .
في الظهيرة ِ يكبـُرُ الكلامُ المُّرحـَّلُ من مقاعدِ الشفاه إلى هاويةِ النُطق ، وأنا أُثبِّتُ الْوجوه المقوَّسَة في ظلامِ ذاكرتي ،
بدبابيس ٍ من ندم ٍ وذكريات .
والغياب يَقُومُ بِواجِبهِ على ( أوجعِ ) وجه
مُعادلة أن تَقُومَ بتحريكِ -أحدهم- من خانةِ الآحاد الى خانةِ الأُلوف حتماً ستجني الكثيرَ من الأصفار -فقط- ، وستسقطُ القيمةُ الكبيرةُ للمسألةِ كما سَقَطَ اسمُكِ -سهماً- ذاتَ حساب .
رُبما اكتشف الرجل النار -نعم- ، لكن المرأة هي من اكتشفت كيفية اللعب بها لإحصاءِ الذكور كما أصبَّحَ (بيع الاسلحةِ) طريقةً مُبتكرةً لإِحصاءِ الجُبناء .
خلالَ النافذةِ لايُمكنني تحديد جنس الفزاعةِ في الحقل المُقابل فمن ابتكرها منحها لباس رجُلٍ واسم ( سيدة) ومع هذا لم يُفكر بالمساواة ، كان فقط يود إصابة الطيور بأكبر قدرٍ من الحيرة ، تلك الحيرة التي كانت تنتابُني حينَ تكُونينَ قادمةً وتبدينَ في غايةِ الذهاب .
الشوارعُ تنفثُ سمَّ عماراتِها في الوجُوهِ الغريبةْ
وأنا أهشُّ ذُبابَ الدقائقِ عن صحنِ وَجْهي الدَبِقْ
أتحسَّسُ همسَ أصابعِك ِخلفَ نوافذِ الظهيرة
تُشْعِلُني رغبةٌ مبهمةْ
أغرقُ في زَحْمَةِ الوهمِ
– وَجْهُكِ – يبتسمُ لي
أو يقدّمُ أعذارا ً
أو يهمهم
تَسيلين َ فوقَ المرايا
فوق كُل المرايا
يشربُكِ العابرون
ووحدي
ضَللتُ الطريقَ إليك ِ
أم أنني عُدت ُ مُجددا ً إلى السُكُر ؟!
#مجد الرسام