دموع على حافة الكون/ بقلم: عطا الله شاهين

دموع على حافة الكون
بقلم: عطا الله شاهين
ـــــــــــــــــ
كانت تبكي عندما علقنا على حافة الكون ذات زمن، وفقدتْ الأمل في العودة إلى كوكبها الأزرق.. ادركت بأن الموت مصيرنا المحتم .. راحت تبكي لأنها لم تتمكن من العودة الى وطنها .. دموعها راحت تسيل في الفراغ الكوني.. كانت ترى دموعها أمامها ..كنت أبكي مثلها.. دموعي لم تتساقط هي الأخرى من على حافة الكون.. كانت دموعنا أمام أعيننا .. قالت: لا تبك فهذا قدرنا أن نموت هنا.. رغبتنا لم تمت للعودة الى كوكبنا الأزرق، لكننا تهنا هنا، ومركبتنا تحطمت، ولا يمكننا ايجادها بعدما تبعثرت بين المجرات.. كانت كلماتها محزنة، لأنني رأيت في عينيها رغبتها في الحياة.. لم تريد الموت بعيدة عن وطن تحبه، قلت لها: لا شيء لنفعله سوى انتظار موتنا، الذي بات يقترب أكثر مع هبوب عواصف رياح باردة آتية من حافة الكون.. سنتجمد هنا متعانقين.. فلا تحزني على مصيرنا الجلي، الذي هو الموت
كانت تسمعني بصمت، رغم الرياح القوية التي هبّت بقوة وكادت أن تفرّقنا عن بعض، وراحت تبكي، ولم اتمالك نفسي، وبكيت مثلها، وكانت دموعنا تسبح أمامنا كلوحة سيريالية، وفجأة توقف قلبانا عن النبض، ومتنا متعانقين، ودموعنا ظلت ترافقنا بينما كنا نعوم في فراغ معتم .