28 أبريل، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

مازال البحث جاريًا/ بقلم: أكرم صالح الحسين

مازال البحث جاريًا/ بقلم: أكرم صالح الحسين

ــــــــــــــــــــــ

خمسون شمسا مرت
فوق رأسي الملتهب ،
خمسون حانوتا يبيع الحلم ،والنبيذ
خمسون أغنية ضربت قلبي
قلبي المحزز كحرز صنوبر ،
أجمع أنفاسي
ألقي بها في بحر فارغ
علها تنبت بعض النوارس ،
أشياء كثيرة فعلتها
قتلت الشموس ، الحوانيت
الأغاني والنبيذ ،
ووزعت حبات الصنوبر على سفوح الجبال ،
أنا اليوم أسير وحيدا
أملئ مستنقعات حياتي بالضحكات
أتلون كيعسوب
كحرباء تدلل نفسها بالألوان ،
أقذف خيالاتي
في النهر الصغير
الذي يمر فوق عنقي
بمياهه المثلجة
وأسماكه المجنونة ،
أحاول أن أبحث عنك ، عني
عن زقاق ضيق
جمع شفاهنا بالقبلات
وتركنا معلقين كلعنة فوق الشبابيك المفتوحة على سبع جهات ،
أبحث عن رسائلك
دموعك المعجونة برائحة الكحل ،
وصور أيدينا المتشابكة
طلاسم قصائدي
التي نقشتها بأحمر شفاهك
على جدران المدينة ،
قلت لك مرة
تعالي نمنع الذكريات من النوم
على وسادتنا ،
نحيا معا فارغين من العقل
نطير بعيدا
حيث ﻻ أحد يحاسبنا على طيشنا ، وسكرات نهدك
وهو معلق فوق فمي ،
تعالي نتوضئ بحبات العرق
وهي تسيل فوق عنقك ،
عنقك الممتد كصحراء مشتعلة
تأوهات الملائكة التي تردد معنا الصلاة ،
تعالي نختبئ خلف شجرة صفصاف
ونضحك كأرنبين
سرقا بندقية الصياد العجوز ،
كأي مجنون فقدتك
كان العالم مشغولا بالحروب
بصناعة الموت ،
على أشكال مختلفة
الجوع ، الأوبئة ، والرصاص
وحدنا كنا نسرق الأزهار
من الحدائق المنكوبة بالجفاف ،
وحدنا كنا نلتقط الساعات
ونخفيها عن أعين الزمن ،

فيما بعد ..
عندما افترقنا بصمت
لمحت في عينيك قصة جديدة
ربما عاشق آخر !
قدم لك سريرا ،وقلادة حقيقية
وخاتما ذهبيا
ووعدك بالكثير من الأطفال
والجزر الدافئة ،
حاولت أن أقنعك أنك لن تجدي غابة كصدري
وعاشقا يزرع لك القصائد
كحبات الذرة ،
على كتفيك ، و خصرك
لم يكن هناك طريقا يعيدك ،
يحملك إلي
لذلك تركت يدك ولذت بالفرار
منذ ذلك اليوم
وأنا ألاحق صوتك في كل الأمكنة
علني أجدك ، أو أجدني !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.