تصوغ فلسفة الليل/ بقلم: أفين حمو

تصوغ فلسفة الليل/ بقلم: أفين حمو
ـــــــــــــــــــــــ
لستُ مثلكَ طاهراً نقياً
أيها الملاك
تزرع في الأرواح رياحين الأمل وزنابق للحياة
ترعى الأقمارَ والنجوم
تقسم الأنوار بين الحيارى والسكارى والمتعبين والدراويش تغدق شفقا لتنير الأعماق
تنثر فتات الخبز للعصافير
تأوي تحت سماء قبتك الشاردين
تاركين وراء ظهورهم البؤس والشقاء
لاعنين العالم كله
وانا بعينين مظلمتين
أتبعتُ رائحتكَ
رسمت خطاً في دروب وعرة
أسير عليه كي أصلك
كنت أجهل المسافة التي بيني وبين تلك الرائحة
كان دليلي للاقتراب منك قوة كثافتها
كانت تحفر بداخلي أخاديد
كما يحفر تساقط مياه الشلال في الصخر الصلد
ما أن اقتربتُ منكَ
حتى ازلتَ بيديكَ الشوك عن جلدي الطري
يالجلدي كم يتحسس لأصابعك
تمسح الدموع الكثيفة
التي تركت اخاديد وتجاعيد على وجهي
تجمع الطوب والنارنج
تصوغ فلسفة الليل
تفكك لغز الحسابات التي لا تنتهي
ما بين حدود القلب والعقل
لم أبلغ الطهر مثلك بعد
انا امرأة لم أكن يوما ابنة للنهر
أوأختاً لمواسم الزرع
أورفيقة للنمل والحجل
أخشى مطاردة الظباء وملاحقة الأيائل
إلى أبعد نقطة من حافة الجبل
خطاياي تلوث بياض الخيال وطهارة الجسد
أخلع عن نفسي أسئلتي
أسمائي
أطمس معالم الدياجي
أغسل أدران الخطايا
لأنزل من السماء على طهارتها
إلى الأرض
ولأتلاحم مع أنغام الطيور
وتأسرني
بسحرها الفريد.